ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:21 م]ـ
جاء في كتاب (العِلَل ومعرفة الرجال) لأحمد3/ 176: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميراً علينا سِت سنين فكان يسُبُّ علياً كل جمعة، ثم عُزِلَ ثم استُعمِل سعيد بن العاص سنتَيْن فكان لا يسُبه ثم أُعِيد مروان فكان يسُبُّه).
قلت وجه الإنتقاد على معاوية أن مروان من عماله
ولو تأملنا في هذه الرواية جيداً لوجدنا أن السب هو عملٌ فردي لا علاقة للسلطة الرئيسة به بدليل مباينة موقف مروان لموقف سعيد
ولكن الرواية لا تثبت
فعمير بن إسحاق
ضعفه ابن معين
قال ابن معين: لا يساوي شيئاً ولكنه يكتب حديثه. وقال عثمان الدارمي: قلت: لابن معين كيف حديثه؟ قال ثقة
ويجمع بين جرحه له وتعديله على أنه قصد بالتوثيق العدالة دون الضبط
ولفظة يكتب حديثه تعني أنه ضعيفٌ ضعفاً محتملاً _ وهو المقابل للضعف الشديد _
ولهذا يكثر أهل العلم من لفظة ((مع ضعفه يكتب حديثه))
وقال النسائي ((لا بأس به))
قال مالك: لمن سأله عنه: لا أدري إلا أنه روى عنه رجل لا نستطيع أن نقول فيه شيئاً، يعني ابن عون
وهذا تعديل منخفض
وذكره ابن عدي في الكامل وقال ((لا أعلم روى عنه غير ابن عون وله منه الحديث شيء يسير ويكتب حديثه))
وهذا تضعيف كما تقدم
وعلى كثرة رواية ابن عون عنه لم يصرح بالتحديث عنه في شيءٍ منها
وذكره ابن حبان في ثقاته ولا يخفى تساهله
فالخلاصة أنه أنه ضعفه ابن معين وابن عدي وذكره العقيلي في الضعفاء وعدله النسائي تعديلاً منخفضاً وذكره ابن حبان المشهور بتساهله في ثقاته
فمثله لا يحتج به وخصوصاً أنه انفرد بذكر أمرٍ من شأنه أن يشتهر
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 10:20 م]ـ
وقال ابن تغري بردي في (النُّجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة) 1/ 222 - 223: (السنة الثانية من ولاية قرَّة بن شريك على مصر وهي سنة إحدى وتسعين ... وكان محمد هذا عامِل صنعَاء وكان يسُبُّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنَابِر، ولهذا كان يقول عمر بن عبد العزيز: الحجَّاج بالعراق، وأخوه محمد باليمَن، وعثمان بن حيَّان بالحجاز، والوليد بالشَّام، وقرَّة بن شريك بمصر: امتلأت بلاد الله جوراً).
هذا ما نقله المعترض
ولا علاقة لمعاوية بكل هذا
فهذا حصل في عصر الوليد بن عبد الملك
وقد قال تعالى ((ولا تزر وازرة وزر أخرى))
الرواية عن عمر بن عبد العزيز تحتاج لسند
وقد ذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام من رواية ابن شوذب عنه
وابن شوذب يبدو أنه عبد الله بن عمر بن شوذب وهو لم يدرك عمر
وكون محمد بن يوسف الثقفي كان يسب علياً يحتاج إلى إثباتٍ بسندٍ صحيح
فالإتهام بمثل هذا الإتهام الخطير لا يكتفى فيه بقول مؤرخ جماع لم يدركه
وقد عرف المؤرخون بقلة انتقائهم لما يروون
والرواية التي فيها أنه أمر حجراً المدري بسب علي
ذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام
في سندها عبد الملك بن خشك لم أعرفه
ولا نعرف أسمع من حجر أم لم يسمع
وفي سندها همام بن نافع والد عبد الرزاق
انفرد ابن حبان بذكره في الثقات
وقال العقيلي حديثه غير محفوظ
ذكر ذلك الحافظ في التهذيب
فمثله لا يحتج به على جلالة ابنه
ونقل المعترض قول القلقشندي في (مآثر الإنافة في معالم الخلافة) 1/ 143: (وكان قبله خلفاء بني أميَّة يسبُّون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنَابِر من حين خَلَعَ الحسَن نفسه في سنة إحدى وأربعين إلى أن وَلِيَ عمر بن عبد العزيز فأبطل ذلك وكتب إلى نوَّابه بإبطاله وجعل بدلَه الآية، فاستمرَّ الخُطبَاء على ذلك?إن الله يأمُر بالعدل والإحسان ... ?قوله تعالى: إلى الآن، ومدحه كثير الشَّاعر بقوله:
وليتَ فلم تشتُم علياً ولم تخف ... بريئاً ولم تتبع سجيَّة مجرم
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي ... فعلت فأضحي راضياً كل مسلم))
قلت هذه الرواية معضلة وقد تقدم نقد أسانيدها وبيان سقوطها
ويبدو أن القلقشندي قد اعتمد على تلك الروايات التي تقدم نقدها
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:35 ص]ـ
¥