وقال ياقوت الحموي في (معجم البلدان) 4/ 346: (فإن عَقِب أسَد بن كَرز كانوا شَّر عَقِب، وإنه جَد خالد بن عبد الله القسري ولم يكُن أضَر على الإسلام منه فإنه قاتل علياً رضي الله عنه في صفِّين ولَعَنَه على المنَابِر عِدَّة سنين).
قلت وجه الحجة أن أسد بن كرز كان ممن يوالي معاوية فهو من عماله
ولا يصح سبه لعلي
فبين ياقوت ووقعة صفين مفاوز فالخبر معضل ولا يعتمد عليه واتهام صحابي بهذا الإتهام الخطير يحتاج لسندٍ قوي _ فأسد بن كرز صحابي وخالد لم يدرك علياً حتى يقاتله _
بل إن ياقوت لم يدرك خالداً القسري ولكنه ثبت أنه ناصبي
ولكن هل كان ممن يسب علياً على المنابر؟
لم أقف على رواية ثابتة في ذلك
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 01:10 ص]ـ
وقال ياقوت في (معجم البلدان) 3/ 191 متحدثاً عن سجستان: قال الرهني: (وأجَلُّ من هذا كله: أنه لُعِن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على منَابِر الشَّرق والغرب ولم يُلعَن على مِنبَرها إلاَّ مرَّة، وامتنعَُوا على بني أميَّة حتى زادوا في عهدهم أن لا يُلعَن على مِنبَرهم أحَدٌ ... وأيُّ شَرف أعظَم مَِن امتناعهم مِن لَعن أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مِنْبرهم وهو يُلعَن على منَابِر الحرمَيْن مكَّة والمدينَة)
الرهني هذا ذكر الباباني في هدية العارفين أنه شيعي
ولا نعرف تاريخ ميلاده أو وفاته حتى نحدد هل سمع منه ياقوت أم لم يسمع والذي يظهر أنه لم يسمع منه
وقد ترجم له ياقوت في معجم البلدان وجاء في ترجمته قول ياقوت ((قال شيخنا رشيد الدين: كان لقناً حافظاً يذاكر بثمانية آلاف حديث غير أنه كثر حفظه، وتتبع الغرائب فعمر، ومن طلب غرائب الحديث كذب))
قال ابن النحاس في كتابه قال بعض أصحابنا: إنه كان في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة، ولا أدري من أين قيل
وهل أدرك تلك الحقبة الزمنية _ يعني حكم بني أمية _ أم لم يدركها؟
والذي يظهر أنه لم يدركها فقد ذكر ياقوت أنه يروي في كتابه النحل: أخبرني ابن المحتسب ببغداد في درب عبدة بالحربية قال: أخبرنا أحمد بن الحارث الخزاز قال: أخبرني المدائني علي بن محمد بن أبي سيف عن سلمة بن سليمان المغني فذكر خبراً
قلت فالذي يروي عن أبي الحسن المدائني بواسطتين
لم يدرك حكم بني أمية بلا شك
ولم يدرك معاوية جزماً
فالخبر حتى إن ثبت _ وأنى ذلك _ فهو فيمن جاء بعد معاوية
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 08:29 م]ـ
وقال ابن الأثير في (الكامل) 3/ 278: (سنة اثنتين وأربعين، ذِكر استعمال المغيرة بن شعبة على الكُوفة ... ولمَّا وَلِيَ المغيرة الكُوفة استعمَل كثير بن شهاب على الرِّي وكان يُكثِر سَب علي على مِنبَر الرِّي، وبقيَ عليها إلى أن وَلِيَ زياد الكُوفة)
قلت هذا الخبر يحتاج إلى إسناد
فقد يكون من أكاذيب لوط بن يحيى أو هشام الكلبي أو غيرهما
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 09 - 06, 12:00 ص]ـ
جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي3/ 100: (قال حميد بن هلال: سأل عقيل علياً وشكى حاجته، قال: اصبر حتى يخرج عطائي فألحَّ عليه فقال: انطلق فخُذ ما في حوانيت الناس، قال: تريد أن تتخذني سارقاً؟ قال: وأنتَ تريد أن تتخذني سارقاً؟ وأُعطيك أموال الناس؟ فقال: لآتينَّ معاوية، قال: أنت وذاك، فسار إلى معاوية فأعطاه مئة ألف، وقال: اصعَد على المنبر فاذكُر ما أَوْلاَك علي وما أوليتُك، فصعد وقال: يا أيها الناس إني أردتُ علياً على دينه فاختار دينه عليَّ، وأردتُ معاوية على دينه فاختارني على دينه فقال معاوية: هذا الذي تزعم قريش أنه أحمق؟!! وقيل: أن معاوية قال لهم: هذا عقيل وعمُّه أبو لهب فقال: هذا معاوية وعمَّته حمَّالة الحطَب)
قلت هذه الرواية منقطعة فمعاوية كان في الشام وحميد بن هلال بصري
كما أن حميد بن هلال مطعونٌ بسماعه من جمع من الصحابة
ولا يعرف له سماع من عقيل و معاوية
وهو لم يسمع علياً قطعاً إذ انه يروي عن بعض من لم يسمع علي كأبي صالح السمان
وقد طعنوا في سماعه من أبي رفاعة العدوي وهشام بن عامر وأبي ذر
ونص ابن سيرين على أنه يأخذ عن كل أحد
انظر هذا في ترجمته في التهذيب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:58 ص]ـ
الرافعي في (التدوين في أخبار قزوين) 3/ 47 - 48: (وحدَّث أبو سليمان الخطابي في (أعلام الحديث) ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا ابن وهب أخبرني سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد أخي سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن عباية قال: ذُكِرَ قَتل كعب بن الأشرف عند معاوية، فقال ابن يامين: كان قتله غدراً فقال محمد بن مسلمة: يا معاوية أيُغَدَّر عندك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم لا تُنكِر واللّه لا يُظِلُّني وإيَّاك سقف بيتٍ، ولا يخلُو لي دَم هذا إلاَّ قتلتُه).
قال الإمام أبو سليمان الخطابي: أبعَد اللّه ابن يامين، كان كعب يهجو رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ونقض العهد، وأعلن بمعاداة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، واستحقَّ القتل لـ (غدره) و (نقضه العهد) مع (الكفر) انتهى).
قلت لا حجة في هذه الرواية لإنقطاعها فعباية بن رفاعة لا يعرف له سماع من معاوية
وهو مدني ومعاوية كان يحكم في الشام فحتى لو ثبتت المعاصرة فاللقيا متعذرة
ومحمد بن مسلمة مات في الشام فالإنقطاع متحقق
¥