وفي (غريب الحديث) لابن قتيبة2/ 140، و (النهاية في غريب الحديث) 2/ 298: (زُخَّ في قفا فلان حتى أخرج من الباب ... ومنه حديث أبى بكرة حين حدَّث معاوية بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلافة نبوة ثم يؤني الله الملك من يشاء) قال: فزخَّ في أقفائنا).
وفي (النهاية في غريب الحديث) 1/ 149: (بكعت الرجل بكعاً إذا استقبلته بما يكره، وهو نحو التقريع، ومنه حديث أبي بكرة ومعاوية رضي الله عنهما فبكعه به فزخَّ في أقفائنا).
وفي (لسان العرب) 8/ 19: (و بَكَّعَه و بَكَعَه بَكْعاً: استقبله بما يكره وبكَّته وفي حديث أبي موسى قال له رجل: ما قلت هذه الكلمة ولقد خشيتُ أن تبكعني بها، البكع والتبكيت: أن تستقبل الرجل بما يكره، ومنه حديث أبي بكرة ومعاوية ... )
قلت التعجب من المعترض _ وهو غير السقاف _ وهذه طريقته في سرد الأدلة وهي طريقة فيها تطويل لا داعي له والإنتقاد هنا على معاوية أخلاقي أيضاً إذ كيف يفعل هذا بأبي بكرة
والواقع أن الحديث ضعيف لا حجة فيه
فقد تفرد به علي بن زيد بن جدعان
قال ابن سعد ولد وهو أعمى وكان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به
وقال عبد الله بن أحمد سئل أبي سمع الحسن من سراقة فقال لا هذا علي بن زيد يعني يرويه كأنه لم يقنع به وقال أحمد ليس بشيء
وقال بن أبي خيثمة عن يحيى ضعيف في كل شيء
وفي رواية الدوري ليس بحجة وقال مرة ليس بشيء
الله وقال العجلي كان يتشيع لا بأس به وقال مرة يكتب حديثه وليس بالقوي
قلت معنى يكتب حديثه يعني للإعتبار
هو وقال الجوزجاني واهي الحديث ضعيف وفيه ميل عن القصد لا يحتج بحديثه
وقال أبو زرعة ليس بقوي وقال أبو حاتم ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وهو أحب إلي من يزيد بن زياد وكان ضريراً وكان يتشيع
وقال بن خزيمة لا أحتج به لسوء حفظه
قلت كلمات الأئمة تكاد تكون مطبقة على عدم الإحتجاج به مما يدل أنهم يقصدومن بقولهم عنه ضعيف أي لا يحتج به
ولم يفرق الأئمة بين مروياته بل إن ابن معين ضعفه في كل أحواله
وسيأتي أن أنكر أحاديثه كان من رواية حماد بن سلمة عنه
فالتشبث بعد ذلك بقول الترمذي ((صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره))
لا معنى له
وقال البزار ((صدوق))
فقال بعضهم أن البزار بصري وعلي بن زيد بصري فهو أعلم به
وهذا فيه نظر شديد
فإن أعيان تلاميذ علي بن زيد قد جرحوه
وقال معاذ بن معاذ عن شعبة حدثنا علي بن زيد قبل أن يختلط وقال أبو الوليد وغيره عن شعبة ثنا علي بن زيد وكان رفاعاً
وهذا الإختلاط أنكره يحيى بن معين وشعبة أعلم بشيخه
وقال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد ثنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث وفي رواية كان يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذلك
وقال أبو معمر القطيعي عن بن عيينة كتبت عن علي بن زيد كتاباً كثيراً فتركته زهداً فيه
ثم إن البزار لم يعاصر علي
فسبيله في الحكم عليه سبر المرويات كغيره من الأئمة
وقال بن حبان يهم ويخطئ فكثر ذلك منه فاستحق الترك وقال غيره أنكر ما روى ما حدث به حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه
قلت كما أنه كان متشيعاً بل اتهمه يزيد بن زريع بالرفض
وليعلم أن هذا الحديث فيه حجةٌ على الغلاة الذين يتهمون معاوية بالنفاق
إذ كيف يعده النبي صلى الله عليه وسلم من ملوك المسلمين وهو منافق؟!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 06:30 م]ـ
جاء في (معرفة الصحابة) لأبي نعيم:
4111 حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسماعيل بن موسى السدي ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن محمد بن إسحاق عن بردة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي قال: غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمان عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرَت به روايا خمر تُحمَل لمعاوية فقام إليها عبد الرحمن برمحه فنقر كل راوية منها فناوشه غلمانه حتى بلغ مثأنة (شأنه: صح) معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فقال: كذب والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا ـ خمرا ـ وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبقرن بطنه ولأموتن دونه)
وهذه الرواية يحتجون بها على بيع معاوية للخمر
وفي السند محمد بن كعب القرظي لم يدرك الحادثة لأنه ولد في آخر خلافة علي كما نص على ذلك يعقوب بن شيبة ونقله عنه الحافظ في التهذيب
وأما قول قتيبة بأنه ولد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
فقال الحافظ ((وما تقدم نقله عن قتيبة من أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا حقيقة له وإنما الذي ولد في عهده هو أبوه فقد ذكروا أنه كان من سبي قريظة ممن لم يحتلم ولم ينبت فخلوا سبيله حكى ذلك البخاري في ترجمة محمد))
قلت وقيبة لم يجزم بشيء بل قال ((بلغني))
وعنعنة ابن إسحاق علةٌ أخرى
ثم إن في السند بردة بن سفيان لم أقف على ترجمة له ولم أجد له حديثاً غير هذا
¥