والبلاذري قد تقدم الكلام عليه وانفراده بمثل هذا عن أبي عوانة عن الأعمش

منكر

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:47 م]ـ

ومن حججهم ما رواه في (معرفة الصحابة) لأبي نعيم الحديث رقم: 4810: عن نصر بن عاصم، عن أبيه، قال: دخلتُ مسجد المدينة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: نعوذ بالله من غضب الله ورسوله، قال: قلتُ: مم ذاك؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب آنفا، فقام رجلٌ فأخذ بيد أبيه، ثم خرجا، - هو معاوية وأبوه: أبو سفيان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه).

جاء في (المعجم الكبير) للطبراني الحديث رقم: 114593: عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه، قال: دخلتُ مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قال: قلت: ماذا قالوا؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه يوما لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه).

وجاء في (الآحاد والمثاني) لابن أبي عاصم الحديث رقم: 858: عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه قال: دخلتُ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقولون: نعوذ بالله عز وجل من غضب الله ورسوله، قلت: ما شأنكم؟ قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله القائد والمقود به).

قلت هذا الخبر إسناده غريب فقد رواه سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الطَّاحِيُّ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ

ولم أقف على رواية لسعيد عن نصر إلا في هذا الحديث

وهذا هو حديث عاصم الليثي الوحيد

وله علة قد تخفى على الكثير وهي الإنقطاع بين نصر وأبيه

فإن قال قائل كيف هذا؟

قلنا كثيرٌ من الرواة لم يسمعوا من أبائهم لأنهم ماتوا عنهم وهم صغار

ولا نعرف تاريخ ولادة نصر ولا تاريخ وفاة أبيه فهذا الإحتمال وارد

والرواية لا تقتضي السماع كما لا يخفى على صغار الطلبة

ثم إن هذه الرواية ليس فيها التصريح بكون المقصود هو معاوية

إنما جاء ذلك في رواية ابن سعد في الطبقات

قال ابن سعد أخبرت عن أبي مالك كثير بن يحيى البصري قال حدثنا غسان بن مضر قال حدثنا سعيد بن يزيد عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قلت ما هذا قالوا معاوية مر قبيل أخذ بيد أبيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخرجان من المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما قولا

إبهام الواسطة بين ابن سعد و كثير بن يحيى واضح

فلا يصح الإعتماد على هذه الرواية لتبيين المبهم

واعتمدوا على رواية أخرى في تعيين المبهم

قال الروياني في مسنده 333 نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاوِيَةُ خَلْفَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ فِي قُبَّةٍ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا مُسْتَهًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِصَاحِبِ الْأُسْتَهِ "

فقالوا هذا صريحٌ بتسمية معاوية

والجواب أن هذه الرواية معلولة بعنعنة ابن إسحاق إذ أنه مدلس

ثم إن هذه الرواية تختلف في المتن تماماً عن الرواية السابقة

فالرواية السابقة فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب

على خلاف هذه الرواية

في تلك يقول ((ويل لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه))

وفي هذه يقول ((اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِصَاحِبِ الْأُسْتَهِ))

والعجيب أن منهم من عضد هذه الروايات الساقطة برواية الحسن السابقة التي ينقل فيها الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ((لعن الله السائق والراكب)) يعني معاوية وأبيه

والمتن غير المتن كما ترى

هذا مع التنبه لضعف رواية الحسن

فهذه بضاعة القوم كما ترى روايات ضعيفة مضطربة

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعا لمعاوية بأن يقيه الله من العذاب

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015