رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك: " دعوا لي أصحابي أو أصيحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك. مد أحدهم ولا نصيفه ". قال عنه الهيثمي في المجمع (10/ 15) " رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق " اه*. قلت: وأخرجه مسلم برقم (2540). فاصطلاح الصحابي عند الصحابة والسلف كان لمن له سابقة في الاسلام. ولنا رسالة طويلة الذيل في هذه المسألة استقصينا فيها البحوث المتعلقة بها بأدلتها سنطبعها بعون الله تعالى قريب))

قلت إذا مسمى الصحابة لا يطلق إلا على من له سابقه في الإسلام

فلماذا جعلت حجر بن عدي صحابياً جليلاً؟!

أم أنك كنت تلزمنا؟

والجواب على هذا الإحتجاج

أن معنى الحديث أي لا تسبوا أصحابي الذين سبقوكم في الصحبة

وهذا لا ينفي صحبة خالد

ومثله حديث أبي الدرداء قال:

كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما صاحبكم فقد غامر). فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: (يغفر الله لك يا أبا بكر). ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر، فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر، حت أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي). مرتين، فما أوذي بعدها

فهل معنى هذا أن عمر لم يكن صحابياً؟!

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له (فهل أنتم تاركوا صاحبي لي)

كما قال لخالد (لا تسبوا أصحابي)

ومما يجلي لك المسألة ويوضحها علمك بأن خالداً قد ثبتت صحبته في القرآن الكريم

قال تعالى ((لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ))

ومعنى قوله تعالى (منكم) أي من الصحابة وهنا تكمن الدلالة فجعل سبحانه وتعالىمن أسلم قبل الفتح وقاتل من جنس من أنفق بعده وقاتل

مع كونهم متفاضلين

واختلف المفسرون في الفتح

هل هو صلح الحديبية؟

أم فتح مكة

وسواءً كان المعنى هذا أو ذاك فإن خالداً داخلٌ في الآية لأنه أسلم بعد صلح الحديبية

والحسنى هي الجنة

قال تعالى ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة))

وهذا تعديلٌ ما بعده تعديل

فإذا كان الحديث لا يدل على نفي صحبة خالد والحديث جاء في حقه

فهو لا يدل على نفي صحبة غيره من باب أولى

وقد ثبت عن ابن عباس أنه شهد لمعاوية بالصحبة فقال ((إنه قد صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم))

رواه البخاري في جامعه الصحيح

وهذا يبين لك كذب السقاف في قوله ((فاصطلاح الصحابي عند الصحابة والسلف كان لمن له سابقة في الاسلام))

وليعلم أن السبب في نهي النبي صلى الله عليه وسلم لخالد عن سب عبد الرحمن رضي الله عنهما

هو أن لعبد الرحمن رضي الله عنه سابقه

وظاهر الحديث يدل على هذا

وهذا ينطبق علينا تجاه خالد ومن أسلم بعده من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

فهم نقلة الدين لنا ولهم سابقتهم

فينبغي أن نعف ألسنتنا عن الكلام فيهم

فوالله وبالله وتالله

لا نضر إلا أنفسنا بهذا الصنيع

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:27 م]ـ

قال السقاف في صفحة [237] ((وقد ثبت في صحيح مسلم (0/ 2014 برقم 2604) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال له: " إذهب وادع لي معاوية " قال: فجئت فقلت: هو يأكل فقال صلى الله عليه وسلم: " لا أشبع الله بطنه "))

قلت ليس في الحديث مثلبة لمعاوية بل منقبة فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه نحسبه كفارةً له

عن أنس رضي الله قال:

" كانت عند أم سليم يتيمة و هي أم أنس , فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

اليتيمة , فقال: آنت هي ? لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي

فقالت أم سليم: ما لك يا بنية ? فقالت الجارية: دعا علي نبي الله صلى الله

عليه وسلم أن لا يكبر سني أبدا , أو قالت: قرني , فخرجت أم سليم مستعجله تلوث

خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله

عليه وسلم: ما لك يا أم سليم ? فقالت يا نبي الله , أدعوت على يتيمتي ? قال:

و ما ذاك يا أم سليم ? قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها , و لا يكبر قرنها

قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال:

" يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطي على ربي ? أني اشترطت على ربي فقلت: إنما

أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , و أغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه

من أمتي بدعوة ليس لها بأهل , أن يجعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه بها منه

يوم القيامة ".

رواه مسلم

فقل لي بربك ما الفرق الجوهري بين (لا أشبع الله بطنه) و (لا كبر سنك)

خصوصاً إذا علمنا أن من دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (لا أشبع الله بطنه)

قد دعا له بأن يقيه الله من العذاب

وهو ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد (أوجبوا)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015