وقال السقاف في صفحة [237] ((ولذلك قال في حقه الحسن البصري رحمه الله تعالى كما في " الكامل " (3/ 487): " أربع خصال كن في معاوية، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الامة بالسيف حتى أخذ الامر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر " وقتله حجرا وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر! ويا ويلا له من أصحاب حجر!))
قلت حاشا الحسن أن يقول مثل هذا الكلام بل إنه من اختلاق رافضي بغيض
وقد وجدته في تاريخ ابن جرير
من رواية هشام بن محمد الكلبي عن أبي مخنف: عن الصقعب بن زهير، عن الحسن
وهشام بن محمد له ترجمة حافلة في الميزان واللسان
قال الحافظ ناقلاً لكلام الذهبي ((هشام بن محمد بن السائب الكلبي أبوالمنذر الإخباري النسابة العلامة: روى عن أبيه أبي النضر الكلبي المفسر وعن مجالد وحدث عنه جماعة قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما "وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً" قال "أسر إلى حفصة أن أبا بكر ولي الأمر من بعده وأن عمر واليه من بعد أبي بكر" فأخبرت بذلك عائشة رواه البلاذري في تاريخه وهشام لا يوثق به وقيل إن تصانيفه أزيد من مائة وخمسين مصنفا مات سنة أربع ومائتين انتهى
_ هنا يبدأ كلام الحافظ _
ومن الرواة عنه محمد بن سعيد وولده العباس بن هشام وكان واسع الحفظ جداً ومع ذلك ينسب إلى غفلة وقرأت في كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي عن الماهاني قال دخلت على هشام بن الكلبي فأطعمني وقال في كلام دار بيننا لما مات أبي ندم الخليفة أشد ندم.
فقلت: أكان ضربه قال لا قلت: أكان حبسه قال لا ولكن كذا أخبرني سعيد غلامنا وهذا تحامل على بن الكلبي لاحتمال أن يكون ندمه لتفريطه في كثرة الأخذ عنه والاستفادة منه ونحو ذلك وذكره بن أبي طي في الإمامية وقص له قصة مع جعفر الصادق رحمه الله تعالى ولا أظن صحتها ونقله عن ابن معين أنه وقفه وليس كما قال ونقل أبو الفرج الأصبهاني عن أبي يعقوب الخزيمي قال كان هشام بن الكلبي علامة نسابة ورواية للمثالب عليه فإذا رأى الهيثم بن عدي ذاب كما يذوب الرصاص وذكر في ترجمة دريد بن الصمة عدة أخبار ثم ختمها بأن قال وهذه الأخبار التي ذكرها عن ابن الكلبي موضوعة كلها والتوليد في أشعارها ظاهر إلى أن قال ولعل هذا من أحاديث بن الكلبي وقال يحيى بن معين: غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبيه.
قلت: واتهمه الأصمعي وذكره العقيلي وابن الجارود وابن السكن وغيرهم في الضعفاء وبلغت كتبه كما عدها بن النديم في الفهرست مائة وأربعة وأربعين كتاباً))
ولوط تقدم الكلام عليه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 07:09 م]ـ
قال السقاف في صفحة 238 ((وفي مسند الامام أحمد (5/ 347) بسند رجاله رجال مسلم عن عبد الله بن بريدة قال: " دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. . .))
قلت يريد السقاف بهذا إثبات أن معاوية كان يشرب الخمر
والرواية معلولة باضطراب زيد بن الحباب في متنه
فقد قال أحمد حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة فذكره
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة 29966 حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجْلَسَ أَبِي عَلَى السَّرِيرِ وَأَتَى بِالطَّعَامِ فَأَطْعَمَنَا، وَأَتَى بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " مَا شَيْءٌ كُنْتُ أَسْتَلِذُّهُ وَأَنَا شَابٌّ فَآخُذُهُ الْيَوْمَ إِلَّا اللَّبَنَ، فَإِنِّي آخُذُهُ كَمَا كُنْتُ آخُذُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ " وَالْحَدِيثُ الْحَسَنُ
قلت وهذا اللفظ يدل دلالةً صريحةً على أن معاوية كان يشرب اللبن لا غير
ولكن زيد بن الحباب مع و عدالته وضبطه نص الإمام أحمد على أنه كثير الخطأ
فجعل الحمل عليه في هذا الإضطراب في اللفظ أولى من توهيم أحمد أو ابن أبي شيبة وكلاهما حافظٌ كبير
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 09:39 م]ـ
قال السقاف 237 ((وثبت في صحيح مسلم (2/ 1114 برقم 1480) أن النبي قال عنه لما شاورته في الزواج منه فاطمة بنت قيس: " صعلوك لا ماله "))
قلت ليس في هذا الحديث أي مثلبة لمعاوية
بل هي منقبةٌ له
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في دينه بشيء
بل غاية ما أخذ عليه الفقر
وقد كان جمعٌ من أكابر الصحابة فقراء
بل إن الله عز وجل وصف المهاجرين بالفقراء
وهذا يدل على أن معاوية لم يكن ممن يتألفهم النبي صلى الله عليه وسلم بإعطائهم المال
وقد ارتكب السقاف الأفاك خيانةً علميةً
حيث أورد الحديث على غير وجهه الصحيح
فالحديث تقول فيه فاطمة ((أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه. وأما معاوية فصعلوك لا مال له. انكحى أسامة بن زيد" فكرهته. ثم قال: "انكحى أسامة" فنكحته. فجعل الله فيه خيرا، واغتبطت))
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا عن معاوية في معرض المقارنة بينه وبين غيره
ولا خلاف بين العقلاء أن الحكم على الرجل مطلقاً يختلف عن الحكم على الرجل مقارنةً بغيره
والسقاف تنبه لهذا فبتر الحديث من سياقه
أو أنه لم يتنبه ولبلادته بتر الحديث من سياقه
ولم يدرك ما في ذلك من الخطورة
¥