قال الحفظ في الفتح (9/ 710) من طبعة دار الريان ((تنبيه: استدل بعضهم بهذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، ورام بذلك معارضة حديث أنس أيضا المخرج في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يقرؤها في الصلاة، وفي الاستدلال لذلك بحديث الباب نظر، وقد أوضحته فيما كتبته من النكت على علوم الحديث لابن الصلاح، وحاصله أنه لا يلزم من وصفه بأنه كان إذا قرأ البسملة يمد فيها أن يكون قرأ البسملة في أول الفاتحة في كل ركعة، ولأنه إنما ورد بصورة المثال فلا تتعين البسملة، والعلم عند الله تعالى))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 06, 11:52 م]ـ
قال السقاف في صفحة 50 - 51 ((أحاديث حكم عليها بعض الحفاظ بالصحة بالنظر لاسانيدها وهي معلولة أو شاذة متنا: 1 - روى مسلم في صحيحه (4/ 2149 برقم 2789) عن أبي هريرة مرفوعا:
" خلق الله عزوجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الاحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الاربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ". ففي هذا الحديث إثبات أن الله خلق السموات والارض في سبعة أيام، وهذا مخالف للقرآن وذلك لان الله تعالى أخبر أنه خلق السموات والارض في ستة أيام، قال الله تعالى: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام) الاعراف: 53. فإن قال قائل: هذا الحديث لا يعارض الآية السابقة، وإنما يفصل كيفية تطور الارض وما خلق فيها وحدها، وأن ذلك كان في سبعة أيام وهي غير الايام الستة المذكورة في الآية أو نحو هذا الكلام كما صرح به متناقض!! عصرنا. قلنا في جوابه: لا، ليس كذلك وكلامك باطل من وجوه عديدة أذكر لك ثلاثة منها: الاول: أن سيدنا آدم المذكور في الحديث لم يخلق على الارض إنما خلقه الله في الجنة ثم أهبط بعد مدة إلى الارض، فهذا الحديث لا يتكلم إذن بما حصل على الارض خاصة، ثم قوله فيه: (وخلق النور يوم الاربعاء) ليس خاصا أيضا بالارض لان النور الموجود على الارض بشكل عام مصدره من الشمس التي هي في السماء، فهذا الحديث فيه ذكر ما في الارض وما في السماء. وكذلك قوله المكروه في الحديث لا يفهم معناه!! والمكروه يعم أشياء
كثيرة، والمعروف أن المكروه أو الشر يخلقه الله عزوجل في وقته الذي يحصل فيه، وهذا الحديث فيه هذه الجمل الركيكة التي تدل على أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نطق به. الثاني: أن القران يرد ذلك أيضا بصراحة قال تعالى: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) فصلت: 9 - 10. فهذا صريح في أن الله خلق الارض في يومين وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام ومجموع ذلك ستة أيام، فأين الايام السبعة من ذلك؟! الثالث: أن بعض أئمة المحدثين الذين أدركوا هذا الشذوذ في متن الحديث طعنوا فيه. قال ابن كثير في تفسيره (1/ 99 طبعة الشعب): " هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الاحبار، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الاحبار، وقد اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعا ". قلت: وقد ذكر ذلك البخاري في كتابه " التاريخ الكبير " وغيره، حتى أن الشيخ!! الحراني!! نقل طعن الحفاظ فيه في " فتاواه " (1) (17/ 236)))
قلت الجواب عليه من وجوه
الأول أن هذا الحديث معلول عند ابن المديني والبخاري فهو خارج محل النزاع إذ أننا نتحدث عن حجية الأحاديث الآحادية الصحيحة في مسائل الإعتقاد فيقال فيه ما قيل في سابقه
الثاني هذا الخبر محل خلاف بين الحفاظ فلا يصلح لتعقب من قال أن أحاديث الصحيحين المجمع عليها تفيد القطع _ وهذا هو حال معظم أحاديث الصحيحين _
الثالث أن اعتراض السقاف على توجيه الألباني بأن آدم خلق في الجنة مردود
¥