ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 08 - 06, 08:28 م]ـ

قال السقاف في صفحة 54 - 55 ((وهذا حديث سيدنا أنس في البسملة الذي في " صحيح مسلم " والذي فيه: " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم أو القراءة ولا آخرها " حديث معلول، لان جملة: " لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم أول القراءة ولا آخرها " ليست من حديث أنس رضي الله عنه ولا من كلامه، وقد مثل جميع الحفاظ للحديث المعلول في كتب المصطلح بحديث أنس هذا، لا سيما وقد ثبت في صحيح البخاري أن سيدنا أنسا سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

" كانت مدا يمد ببسم الله وَيَمُدُّ بِالرَّحْمَنِ وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ))

قلت الجواب عليه من وجوه

الأول ان هذا الحديث معلول _ عند السقاف _ والنزاع في أخبار الآحاد الصحيحة ومن شروط الصحيح السلامة من العلة

واعلم رحمك الله أن الأصل في حديث الثقة الصحة

فإن هذا هو مدلول قول المحدثين عنه ((ثقة))

فإنهم لم يقولوا هذا إلا بعد سبرٍ لمروياته

واخراج حديث من أحاديثه عن هذا الأصل يحتاج إلى قرينة تؤكد أنه لم يحفظ هذا الحديث وهذه القرينة تسمى العلة

إذا فهمت هذا علمت مدى فساد استلال السقاف بهذا الخبر المعلول عنده على وجوب رد الخبر الصحيح السالم من العلة في مسائل الإعتقاد _ أي أنه لا توجد قرينة تدل على أن الراوي لم يحفظ فيبقى الحديث على الأصل _

وهذا استلال باطل للفرق الواضح بين الحالتين

بل إنه يجعل رد الأئمة للحديث المعلول الذي قامت قرينة على أن الراوي لم يحفظه

دليلاً على رد الأحاديث التي انضمت إليها قرينة تدل على أن الراوي قد حفظ الحديث كالإتفاق على تصحيح حديثه أو كونه من أثبت الناس في شيخه أو كونه قد توبع على حديثه

وهذا إن دل فإنما يدل على عدم تأهل السقاف للخوض في المسائل العلمية

الثاني هذا الخبر في الأحكام والسقاف يفرق بين الأحكام والعقائد

الثالث أن الحافظ ابن حجر قج نازع في إعلال هذا الخبر

وإليك نص كلامه في النكت على ابن الصلاح

قال ((وكيف يحكم على رواية عدم الجهر بالشذوذ وفي رواتها عن قتادة مثل شعبة؟

قال أحمد في مسنده ثنا وكيع. ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بلفظ: فكانوا ((لا يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم))).

وكذا أخرجه مسلم وابن خزيمة في صحيحه من طريق غندر، عن شعبة ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ولفظه: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم))). ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان رضي الله عنهم.

وقا لابن حبان في صحيحه: ثنا الصوفي وغيره. ثنا علي بن الجعد. ثنا شعبة وشيبان، عن قتادة: سمعت أنس بن مالك يقول: ((صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعثمان رضي الله عنه فلم أسمع أحداً منهم يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم). ورواهن الدار قطني، عن البغوي عن علي بن الجهد بهذا.

وبوب عليه ابن حبان في صحيحه ((باب الخبر المدحض)) قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه قتادة من أنس رضي الله عنه. وكذا رواه جماعة من أصحاب قتادة عنه ورواه آخرون عنه بلفظ الافتتاح، ورواه عن شعبة جماعة حفاظ أصحابه هكذا ورواه آخرون عنه بلفظ الافتتاح، فيظهر أن قتادة كان يرويه على الوجهين وكذلك شعبة ومن أدل دليل على ذلك أن يونس بن حبيب رواه في مسند أبي داود الطيالسي عنه عن شعبة بلفظ الافتتاح. ورواه محمد بن المثنى ويحيى بن أبي طالب عنه بلفظ عدم الجهر فالله أعلم))

ثم ذكر شواهداً لخبر أنس وله كلام طويل في الدفاع هذا الحديث من أراده فيراجعه هناك

رابعاً أن الحديث الذي أورده لمعارضة خبر أنس قد جمع الحافظ ابن حجر بينه وبين الحديث المذكور

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015