(بيان وإيضاح) أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم كمالكٍ والشافعي وأحمد وإسحاق ومحمد بن الحسن وأبى يوسف: لم يروا بسؤر الهرة بأسا. وأصحٌّ ما احتجوا به فى ذلك حديث كبشة بنت كعب. وخالفهم أبو حنيفة فكره سؤر الهرة وأوجب منه.
(2) حميدة أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
لم يرو عنها غير محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى
*******************************
أخرج حديثها يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 47. تنوير الحوالك): عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنها سألت أم سلمة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، قالت أم سلمة: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يطهره ما بعده)).
وأخرجه الشافعى ((المسند)) (ص50)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (1/ 90/43)، والدارمى (742)، وأبو داود (383)، والترمذى (143)، وابن ماجه (531)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 359/845)، وأبو نعيم ((الحلية)) (6/ 338)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 406)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 104)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (1/ 434)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (26/ 169) جميعاً من طريق مالك عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 159/7823): ((حميدة أنها سألت أم سلمة فقالت: إني امرأة طويلة الذيل الحديث. وعنها: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قاله الحسين بن الوليد النيسابوري عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم، وقال سائر الرواة عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة. روى لها النسائي في حديث مالك)).
وقال الحافظ الذهبى ((ميزان الإعتدال)) (7/ 468/10958): ((حميدة سألت أم سلمة. هي أم ولد لإبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف، تفرد عنها محمد بن إبراهيم التيمي)).
وقال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 746/8569): ((حميدة عن أم سلمة. يقال هي أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. مقبولة من الرابعة)).
قلت: فإذا كانت حميدة أو أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن قد تفرد بالرواية عنها محمد بن إبراهيم التيمى، فقد ثبت أن محلها محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثها فى ((موطئه))، وفى ذاك الصنيع من إمام أئمة التزكية والتعديل توثيق لها، وإقرار بحجيَّة حديثها.
وتابع مالكاً عن محمد بن عمارة: عبد الله بن إدريس.
أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 58/615)، وأحمد (6/ 290)، وإسحاق بن راهويه (1/ 89/42)، وابن الجارود (142)، وأبو يعلى (12/ 356،416/ 6925،6981)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 359/846) جميعاً من طريق عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن عن أم سلمة بنحوه.
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى. والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 09:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، واصل ... أبا محمد بحثكم المفيد
=================
وأصحٌّ ما احتجوا به فى ذلك حديث كبشة بنت كعب. وخالفهم أبو حنيفة فكره سؤر الهرة وأوجب منه.
قولكم: (وأوجب منه): ائذَن لي أن أقول: إن صحَّ فهمي لعبارتكم ففيها خطأٌ.
إذ الراجح المشهور أن الكراهة عند أبي حنيفة ومحمد تنزيهية، كما هو مذهب أبي يوسف، ولو توضأ به صح عندهم.
صرح بذلك محققو الحنفية، ابن نجيم في البحر الرائق، وابن عابدين في الحاشية، وغيرهم.
وهو ما عزاه إليه ـ أي إلى أبي حنيفة ـ ابنُ المنذر في الأوسط، وابنُ قدامة في المغني.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 05, 09:11 ص]ـ
شيخنا الفاضل تقول: "ولا يغيبنَّ عنك أن مالكاً كان شديد التحرى فى البحث عن الرجال" لكن الكلام عن النساء. فكيف له أن يعرف عن أحوال النساء من غير محارمه؟! هذا ستر مغطى لا يعلم إلا في المشهورات.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 05 - 05, 06:06 م]ـ
أرفعه حتى يراه الشيخ الفاضل أبو محمد فيجيب - بإذن الله -.
¥