ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 05 - 05, 12:22 ص]ـ
(3) مَرْجَانَةُ أمُّ عَلْقَمَةَ مَوْلاةُ عَائِشَةَ
لم يرو عنها غير ابنها عَلْقَمَةَ
ــــــولها فى ((الموطأ)) سبعة أحاديث:
(الحديث الأول) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 239. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَبِسَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ: فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي بَرِيرَةَ تَتْبَعُهُ، فَتَبِعَتْهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَوَقَفَ فِي أَدْنَاهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقِفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَبَقَتْهُ بَرِيرَةُ، فَأَخْبَرَتْنِي، فَلَمْ أَذْكُرْ لَهُ شَيْئاً، حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: ((إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، لأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ)).
وأخرجه كذلك ابن سعد ((الطبقات)) (2/ 203)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (1/ 656/2165) و ((المجتبى)) (4/ 93)، وابن حبَّان (3740)، والحاكم (1/ 488)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (2/ 586) جميعا من طريق مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ به.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه)).
قلتُ: وهو كما قال، وكيف لا، وقد أودعه مالك فى ((الموطأ))!. على أن فى إسناده أمُّ عَلْقَمَةَ مولاة عَائِشَةَ، لم يرو عنها غير ابنها عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ.
قال الحافظ أبو الحجَّاج المزِيُّ ((تهذيب الكمال)) (35/ 304/7928): ((مَرْجَانَةُ وَالِدَةُ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ. روت عن: مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وعَائِشَةَ زوجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها: ابنها عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ. ذكرها ابن حبَّان في ((كتاب الثقات)). روى لها البخاريُّ في كتاب ((رفع اليدين في الصلاة))، وأبو داود، والترمذيُّ، والنَّسائيُّ)).
قال الحافظ ابن حجر ((تقريب التَّهذيب)) (1/ 753/8680): ((مَرْجَانَةُ وَالِدَةُ عَلْقَمَةَ، تكنى أُمَّ عَلْقَمَةَ. علَّق لها البخاريُّ في ((الحيض)). وهي مقبولة من الثَّالثة)).
وقال الحافظ الذهبِيُّ ((الكاشف)) (2/ 517/7076): ((مَرْجَانَةُ عن عَائِشَةَ ومُعَاوِيَةَ، وعنها عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ. وثقت)).
قلت: هى ثقة، فقد وثَّقها العجليُّ وابن حبَّان، وقد سبقهما إلى هذا إمام دار الهجرة بتخريج أحاديثها فى ((الموطأ))، ولا يُدخل فيه إلا الثِّقات، كما قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
ذكرها العجلِيُّ فى ((معرفة الثِّقات)) (2/ 461/2364) فقال: ((أمُّ عَلْقَمَةَ مدنيَّة تابعيَّة ثقة)).
وقال ابن حبَّان فى ((الثِّقات)) (5/ 466/5755): ((مَرْجَانَةُ أمُّ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، تروى عن عَائِشَةَ. روى عنها: عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ)).
قلتُ: فإذ قد بان أنَّ أمَّ عَلْقَمَةَ مولاة عَائِشَةَ تَابِعِيَّةُ لم يرو عنها إلا ابنها عَلْقَمَةُ، فمحلُّها محلُّ الْجَهَالَةِ، ومع ذا أخرج مَالِكٌ إمام دار الهجرة، ونجم أئمَّة التَّزكية حديثها فى ((الموطأ))، وصحَّحه جمع من الأئمَّة.
(الحديث الثَّاني) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 119. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِك عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَهْدَى أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةً شَامِيَّةً، لَهَا عَلَمٌ، فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلاةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: ((رُدِّي هَذِهِ الْخَمِيصَةَ إِلَى أبِي جَهْمٍ، فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلاةِ، فَكَادَ يَفْتِنُنِي)).
¥