حيث قال: " وكذلك حديث أبي هريرة (وخلق الله النور يوم الأربعاء) يعني بالنور الشمس إن شاء الله " تاريخ ابن جرير 1/ 24.

4 – أن الحديث جعل الخلق في سبعة أيام وهذا مخالف للقرءان لأن القرءان ذكر أن خلق السماوات وما في الأرض وما بينهما كان في ستة أيام.

? دفع الشيخ المعلمي لهذه العلة: -

قال الشيخ: " ويجاب عنه بأنه ليس في الحديث أنه خلق في اليوم السابع غير آدم، وليس في القرءان ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة، ولا في القرءان ولا السنة ولا المعقول أن خالقية الله وقفت بعد الأيام الستة؛ بل هذا معلوم البطلان. وفي آيات خلق آدم في أوائل البقرة، وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان في الأرض عمار قبل آدم عاشوا فيها دهرا وهذا يساعد على القول بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السماوات والأرض. فتدبر الآيات والأحاديث يتبين لك أن دعوى مخالفة الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد " اهـ.

الأنوار الكاشفة صـ 187، 188.

? دفع الشيخ الألباني لهذه العلة:-

قال " وليس هو بمخالف للقرءان بوجه من الوجوه خلافا لما توهمه بعضهم؛ فإن الحديث يفصل كيفية الخلق على وجه الأرض وأن ذلك كان في سبعة أيام، ونص القرءان على أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام لا يعارض ذلك لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث وأنه – أعني الحديث – تحدث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض حتى صارت صالحة للسكنى، ويؤيده أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله تعالى كألف سنة وبعضها خمسون ألفا فما المانع من أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل؟ والأيام السبعة من أيامنا هذه كما هو صريح الحديث وحينئذ فلا تعارض بينه وبين القرآن.اهـ.

مشكاة المصابيح 3/ 1597/ 5734 بتحقيق الألباني.

وقد جاء الحديث من طريق آخر عند النسائي في السنن الكبرى برقم 11392 من طريق الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة بزيادة في أوله وهي قول أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي قال يا أبا هريرة إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع وخلق التربة يوم السبت ………

وهذا الحديث يتفق مع ما ذهب إليه الألباني من هذه الأيام السبعة غير الأيام الستة التي تم الخلق فيها و قد أورد الذهبي هذه الرواية في مختصر العلو ثم قال والأخضر بن عجلان وثقه ابن معين وقال أبو حاتم يكتب حديثه، ولينه الأزدي وحديثه في السنن الأربعة.

قال الشيخ الألباني في تعليقه على الكتاب: قلت: تليين الأزدي إياه لا تأثير له لأن الازدي نفسه متكلم فيه كما هو معلوم لا سيما وقد وثقه ابن معين كما ترى وكذا الإمام البخاري والنسائي وابن حبان وابن شاهين - كما في التهذيب - فهو متفق على توثيقه لولا قول أبي حاتم: يكتب حديثه، لكن هذا القول إن اعتبرناه صريحا في التجريح فمثله لا يقبل لأنه جرح غير مفسر لا سيما وقد خالف قول الأئمة الذين وثقوه، على أنه من الممكن التوفيق بينه وبين التوثيق بحمله على أنه وسط عند أبي حاتم فمثله حسن الحديث قطعا على أقل الدرجات وكأنه أشار الحافظ إلى ذلك بقوله فيه (صدوق) وبقية رجال الإسناد كلهم ثقات فالحديث جيد الإسناد على أنه لم يتفرد بذكر خلق التربة يوم السبت وغيرها في بقية الأيام السبعة، فقد أخرجه مسلم وغيره من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا، وقد خرجته في الصحيحة رقم 1833 وقد توهم بعضهم أنه مخالف للآية المذكورة في أول الحديث وهي أول سورة السجدة وليس كذلك، وخلاصة ذلك أن الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن وأن الحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض فهو يزيد على القرآن ولا يخالفه، وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر فإذا هو صريح فيما ذهبت إليه من الجمع. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. اهـ. مختصر العلو للذهبي صـ 111، 112.

تعقيب على كلام الشيخ:

هناك أمران في حديث الأخضر الذي ذكره الشيخ وانتصر له

الأول: عنعنة ابن جريج ومعروف أنه يرد مثل هذا لكون ابن جريج من المشهورين بالتدليس.

الثاني: أن الأخضر في هذه الرواية سلك الجادة فروى هذا الحديث عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة وهي عامة رواية ابن جريج، وقد خالفه في ذلك من هو أثبت منه من أصحاب ابن جريج وهو حجاج بن محمد وحجاج أثبت الناس في ابن جريج فرواه عن ابن جريج من طريق اسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة، فترجح رواية حجاج إلا أن يقال إن لابن جريج في هذا الحديث إسنادين كما ذهب إلى ذلك الألباني وذلك لوجود زيادة في أول رواية الأخضر لم تَرد في رواية حجاج وهي " يا أبا هريرة إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع وخلق التربة يوم السبت ……… والله أعلم هذا ما يسر الله به والحمد لله أرجو تزويدي بما هو نافع

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015