(أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي) وإنما الخطأ من بعض الرواة " عمدة التفسير 5/ 180
? دفع الشيخ المعلمي لهذه العلة:-
قال بعد ذكره لكلام الإمام البخاري (ومؤدى صنيعه أنه يحدس أن أيوب أخطأ وهذا الحدس مبني على ثلاثة أمور:
الأول: استنكار الخبر لما مر – ذكر الشيخ قبل ذلك أن أهل الحديث أنكروا هذا الخبر لأمور منها: أنه لم يذكر خلق السماء ونحو ذلك مما يأتي ذكره _.
الثاني: أن أيوب ليس بالقوي وهو مقل لم يخرج له مسلم إلا هذا الحديث، وتكلم فيه الأزدي ولم ينقل توثيقه عن أحد من الأئمة إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته وشرط ابن حبان في التوثيق فيه تسامح معروف.
الثالث: الرواية التي أشار إليها بقوله " وقال بعضهم " وليته ذكر سندها ومتنها فقد تكون ضعيفة في نفسها وإنما قويت عنده للأمرين الآخرين، ويدل على ضعفها أن المحفوظ عن كعب وعبد الله بن سلام ووهب بن منبه ومن يأخذ عنهم أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد وهو قول أهل الكتاب المذكور في كتبهم وعليه بنوا قولهم في السبت، انظر الأسماء والصفات صـ 272، 275، وأوائل تاريخ ابن جرير. وفي الدر المنثور 3/ 91. أخرج بن أبي شيبة عن كعب قال " بدأ الله بخلق السماوات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة وجعل كل يوم ألف سنة " وأسنده ابن جرير في أوائل التاريخ 1/ 22 واقتصر على أوله " بدأ الله بخلق السماوات والأرض يوم الأحد والاثنين" فهذا يدفع أن يكون ما في الحديث من قول كعب.
وأيوب لا بأس به وصنيع ابن المديني يدل على قوته عنده، وقد أخرج له مسلم في صحيحه - كما علمت - وإن لم يكن حده أن يحتج به في الصحيح. اهـ
الأنوار الكاشفة صـ 186، 187
وأيوب ذكر الحافظ في التهذيب أن ابن حبان ذكره في الثقات ورجحه الخطيب، وقال الأزدي:
أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك تكلم فيه أهل العلم بالحديث وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه. اهـ. وقد لينه الحافظ في التقريب بناء على ذلك.
قال الألباني: إن تليين ابن حجر له ليس بشيء فإنه لم يضعفه أحد سوى الأزدي وهو نفسه لين عند المحدثين والحديث رواه ابن معين ولم يعله بشيء. اهـ الصحيحة برقم 1833
تساؤلات:
? إذا جرح الراوي من لا يعتد بجرحه وعدله من لا يعتد بتعديله – كما معنا هنا - فكيف نصنع معه؟
? ما حظ هذا الراوي (أيوب بن خالد) من القاعدة التي ذكرها الذهبي في الموقظة صـ 79 " من احتجا به ولم يوثق ولا غمز فهو ثقة حديثه قوي " من انطباقها عليه؟
? ثم ما حظه مما ذكره أهل العلم من أن الشيخين إذا أخرجا لبعض المتكلم فيهم دل على أنهما قد تخيرا لهم ما صح من حديثهم؟
وما أشار إليه الشيخ من أن كعبا قد روى عنه ابن أبي شيبة0
? دفع الشيخ الألباني لهذه العلة:-
ذكر الشيخ قول البخاري وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح. ثم قال قلت: وهذا كسابقه فمن هذا البعض؟ وما حاله في الضبط والحفظ حتى يرجح على رواية عبد الله بن رافع وقد وثقه النسائي وابن حبان واحتج به مسلم وروى عنه جمع، ويكفي في صحة الحديث أن ابن معين رواه ولم يعله بشيء! اهـ الصحيحة 4/ 449 / 1833
ملحوظة: لم يظهر لي لماذا تكلم الشيخ الألباني عن توثيق عبد الله بن رافع مع أن أحدا – فيما وقفت عليه – لم يطعن في هذا الحديث بعبد الله بن رافع.
3 – أنه لم يذكر خلق السماء.
? دفع الشيخ المعلمي لهذه العلة: -
قال الشيخ " يجاب عنه بأن الحديث وإن لم ينص على خلق السماء فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس النور وفي السادس الدواب، وحياة الدواب محتاجة إلى الحرارة والنور، والحرارة والنور مصدرهما الأجرام السماوية، والذي فيه أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرءان، والقرءان إذ ذكر خلق الأرض في أربعة أيام لم يذكر ما يدل أن من جملة ذلك خلق النور والدواب، وإذ ذكر خلق السماء في يومين لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئا، والمعقول أنه تمام خلقها أخذت في التطور بما أودعه الله فيها والله سبحانه لا يشغله شأن عن شأن " اهـ. الأنوار الكاشفة 187
قلت: وقد سبق المعلمي في تفسير النور بالشمس ابن جرير الطبري – وإن كان ابن جرير من القائلين بأن بداية الخلق يوم الأحد-
¥