عليه. قلت: وقد ساق ابن عدي لابن لهيعة أحاديث كثيرة في ترجمته في الكامل عامتها من أفراده الآفة فيها منه أو من الرواة عنه والله أعلم.قلت:قال أبو أحمد رحمه الله تعالى في آخر ترجمته 5/ 253 وهذا الذي ذكرت لابن لهيعة من حديثه وبينت، جزء من أجزاء كثيرة مما يرويه ابن لهيعة عن مشايخه، وحديثه حسن كأنه يستبان عمَّن روى عنه وهو ممن يكتب حديثه.
وفي علل الجارودي 1/ 55 عند حديث ابن أعين عن معقل عن أبي الزبير عن جابر عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه .... قال أبو الفضل رحمه الله تعالى وهذا الحديث إنما يعرف من حديث ابن لهيعة عن أبي الزبير بهذا اللفظ وابن لهيعة لا يحتج به. وفي التحقيق لأحاديث الخلاف 657 قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى ابن لهيعة متروك ومرة ذاهب الحديث 821 قلت: وقد قال في مسألة في الحج سجدتان 585: والحديث فيها معروف من طريق ابن لهيعة فإن قالوا ابن لهيعة ضعيف قلنا: قال ابن وهب هو صادق!! وقال أبو محمد ابن حزم رحمه الله تعالى في المحلى 2/ 28: وهذا حديث لو لم يكن فيه إلا ابن لهيعة لكفى سقوطا وقال أيضا 3/ 167 وهو من طريق ابن لهيعة وهو ساقط وقال 4/ 54 هو لا شيء وقال 8/ 146 هو هالك ومرة هو مطرح، وفي حديث من طريق ابن وهب عنه 9/ 244 قال أبو محمد رحمه الله تعالى: وهذا لا شيء لأنه من طريق ابن لهيعة وهو ساقط، وفي حديث آخر من طريق ابن وهب عنه 10/ 79 قال رحمه الله: وابن لهيعة لا شيء، قلت: وإنما قال ساقط ولا شيء لأنه لا يرى لرواية ابن وهب عنه زيادة فضل والله تعالى أعلم.
وأورد الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح عدة أحاديث لابن لهيعة عقب على بعضها فقال 1/ 32 وهذا من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود وابن لهيعة ضعيف، وقال أيضا 4/ 120 في إسناده ابن لهيعة لا بأس به في المتابعات وقال أيضا 2/ 329 وابن لهيعة لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف.
وقال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى في الصحيح 1/ 113: ابن لهيعة ليس ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا تفرد برواية، و إنما أخرجت هذا الخبر لأن جابر بن إسماعيل معه في الإسناد. قلت: أخرج له ابن خزيمة مقرونا ثمانية أحاديث منها ما قرنه بجابر بن إسماعيل الحضرمي ومنها ما قرنه بمالك بن أنس ومنها بعمرو بن الحارث ومنها بالليث بن سعد ومنها بسعيد بن أبي أيوب ومنها بيحيى بن أيوب وهذه أرقامها 146 - 523 - 776 - 846 - 890 - 1518 - 1933 - 2961 والله تعالى أعلم.
وروى ابن حبان في المجروحين وابن عدي في الكامل كلٌّ بسنده إلى الدارمي قال: قلت ليحيى بن معين كيف رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر فقال: ابن لهيعة ضعيف الحديث. وفي السير للذهبي قال محمد بن معاوية سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول وددت أني سمعت من ابن لهيعة خمس مائة حديث وأني غرمت مودي كأنه يعني دية.
وفي التمهيد في الحديث الثالث من بلاغات مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العربان قال أبو عمر وقد تكلم الناس في الثقة عنده في هذا الموضع وأشبه ما قيل فيه أنه أخذه عن ابن لهيعة أو عن ابن وهب عن ابن لهيعة لأن ابن لهيعة سمعه عن عمرو ابن شعيب ورواه عنه حدث به عن ابن لهيعة ابن وهب وغيره وابن لهيعة أحد العلماء إلا أنه يقال إنه احترقت كتبه فكان إذا حدث بعد ذلك من حفظه غلط وما رواه عنه ابن المبارك وابن وهب فهو عند بعضهم صحيح
ومنهم من يضعف حديثه كله وكان عنده علم واسع وكان كثير الحديث إلا أن حاله عندهم ما وصفنا.
وفي التمهيد أيضا في الحديث الثامن عن الثقة عنده عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب التمر والزبيب جميعا والزهو والرطب جميعا قال أبو عمر هكذا روى هذا الحديث عامة رواة الموطأ ورواه الوليد بن مسلم عن مالك عن ابن لهيعة قال أبو عمر وقد روي الحديث ومعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق شتى من حديث جماعة من أصحابه منهم ابن عمر وابن عباس وجابر وعائشة وأبو هريرة ومعقل بن يسار وأبو سعيد وأنس رضي الله تعالى عنهم.
¥