وساق ابن عبد البر في التمهيد حديث إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا فقال سعد لأسامة أنت سمعت هذا قال نعم مرتين فقال سعد وأنا قد سمعته قبل. قال أبو عمر هذا حديث لا يحتج به من ميز أقل شيء من طرق الأحاديث لأنه خبر منقطع ضعيف وابن لهيعة أكثر أهل العلم لا يقبلون شيئا من حديثه ومنهم من يقبل منه ما حدث به قبل احتراق كتبه ولم يسمع منه فيما ذكروا قبل احتراق كتبه إلا ابن المبارك وابن وهب وكان يملي من حفظه فيخطئ ويخلط وليس بحجة عند الجميع والله أعلم

وفي العلل للدارقطني 135 سئل أبو الحسن رحمه الله تعالى عن حديث أبي هريرة عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها فقال تفرد به إسحاق الطباع عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه عن عمر ووهم فيه وخالفه بن وهب فرواه عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر وهو وهم أيضا والصواب مرسل عن عمر.

وفي العلل أيضا 1607 سئل أبو الحسن رحمه الله تعالى عن حديث رواه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب المتبذل فقال حدث به ابن أخي ابن وهب عن عمه عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن يعقوب عن عتبة ولا يصح فيه الزهري وغيرهم يرويه من حديث عقيل عن يعقوب ولا يذكر فيه الزهري والصحيح أنه موقوف.

وعند البزار في المسند المعلل 4/ 268 قال حدثنا محمد بن الهيثم البغدادي عن يحيى بن عبد الله عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش عن ابن عباس عن ابن مسعود أنه وضأ النبي ليلة الجن بنبيذ فتوضأ وقال ماء طهور وهذا الحديث لا يثبت لابن لهيعة لأن ابن لهيعة كانت قد احترقت كتبه فكان يقرأ من كتب غيره فصار في أحاديثه أحاديث مناكير وهذا منها والله تعالى أعلم.

وقال ابن عدي رحمه الله تعالى 5/ 237 حدثنا موسى بن العباس حدثنا أبو حاتم سمعت بن أبي مريم يقول: رأيت ابن لهيعة يعرض عليه ناس من الناس أحاديث من أحاديث العراقيين: منصور والأعمش وأبو إسحاق وغيرهم فأجازه لهم فقلت: يا أبا عبد الرحمن ليست هذه الأحاديث من أحاديثك فقال هي أحاديث قد مرت على مسامعي. وقال ابن عدي 5/ 238 حدثنا ابن حماد حدثنا صالح بن أحمد قال حدثنا علي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي وقيل له تحمل عن عبد الله بن يزيد القصير عن ابن لهيعة؟ قال عبد الرحمن: لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا، ثم قال عبد الرحمن كتب: إلي ابن لهيعة كتابا فيه حدثنا عمرو بن شعيب قال عبد الرحمن فقرأته على ابن المبارك فأخرج إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة فإذا حدثني إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب. وقال ابن عدي 5/ 241 أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاس الجراحات ثم تستأني بها سنة ً ثم يقضي فيها بقدر ما انتهت إليه. وقال ابن عدي حدثنا أحمد بن محمد بن خالد المالكي حدثنا محمد بن الهيثم أبو الأحوص حدثنا ابن عفير حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته. قال أبو أحمد ابن عدي وهذان الحديثان عن ابن لهيعة غير محفوظين والله تعالى أعلم.

وقال ابن عدي 5/ 241 حدثنا عبد الحكم بن نافع حدثنا أبو أمية حدثنا عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي عن محمد بن المنكدر عن جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر سلم. قال أبو أحمد ابن عدي وهذا بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة وعن ابن لهيعة عمرو بن خالد. والله تعالى أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015