(الضبّي)،
ثم وجدت السمعاني ذكره في رسم الصيني من كتابه الأنساب، فالله أعلم بالصواب ...
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[10 - 08 - 02, 06:12 ص]ـ
.أخي الفاضل (أبا إسحاق التطواني) ـ سلمه الله ـ:
أما (محمد بن إسحاق بن يزيد)، فإني أزعم أن الصواب في نسبته: (الصيني)، وليس (الضبي) كما تفضلت.
وليس يخفى على فضلكم وعلمكم، أن الكلمتين متقاربتان في الرسم، و عليه فلا يمكن التعويل في تحرير الصواب منهما على طبعات رديئة كطبعة (الميزان)، أو (اللسان)، أو (ضعفاء ابن الجوزي).
وقد جاءت النسبة على الصواب: (الصيني) في طبعات أدق وأتقن لكتب أخرى، فمن ذلك ما نقلته ـ بورك فيك ـ عن كتابي (الجرح والتعديل)، و (الأنساب).
أضف إلى ذلك:
ـ كتاب (تاريخ بغداد)، فلقد ترجم لهذا الراوي، ونسبه على الصواب (الصيني) كما تراه في (1/ 239).
ـ وفي كتاب (تاريخ الإسلام) للذهبي، في وفيات سنة (321هـ) ترجم لـ (محمد بن الغمر)، و عد من شيوخه محمد بن إسحاق هذا، ونسبه: (الصيني).
على أن المعول في مثل هذا الاختلاف يكون على كتب الأنساب والمشتبه.
ـ ولقد ذكرت ـ بورك فيك ـ أن أنساب السمعاني فيها: (الصيني)، وليس (الضبي).
ـ زد على هذا أن الذهبي ـ وهو صاحب (الميزان) الذي اعتمدت عليه ـ، قد ذكر هذا الراوي في كتابه (المشتبه) ص413، في رسم (الصيني).
ـ وتابعه ابن حجر ـ وهو صاحب اللسان ـ، فذكر هذا الراوي في (التبصير) في رسم (الصيني)، وزاد فصرح بكون هذا الراوي منسوباً إلى الصين البلاد المعروفة، وبهذا (قطعت جهيزة قول كل خطيب).
ـ وكذلك فعل ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه) ص5/ 446، فقد ترجم لمحمد بن إسحاق هذا في رسم (الصيني).
وفي ظني أن اعتماد ما أجمعت عليه هذه المصادر، أولى من الأخذ بما في طبعتي (الميزان)، و (اللسان).
========================
هذا فيما يتعلق بالصواب في نسبة (محمد بن إسحاق بن يزيد).
وأما هل هو المذكور في سند الفاكهي، أو أنه (محمد بن إسحاق الصغاني)، فالمسألة موضع بحث، وليس لدي ما يشجع على الجزم بشيء، لكن يقوى كونه الصغاني، ما ذكرته أعلاه:
ـ من تحسين ابن حجر للإسناد.
ـ وكون الصغاني هو المذكور في أصحاب يعقوب بن إبراهيم، خلافاً للصيني.
و الله أعلم بالصواب من ذلك.
.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 09:43 م]ـ
جزى الله خيرا الأ خ الفاضل محمد بن سيف على هذه المعلومات المهمة ..
الفاكهي يروي عن محمد بن إسحاق الصغاني والصيني كليهما، وهما يرويان بدورها عن يعقوب بن إبراهيم، فلقد رأيت حديثا يرويه الصيني عن يعقوب في تاريخ مكة غير هذا، ولم يذكروا في نسية الصغاني أنه ضبّي، مما يرجح كونه هو الصيني، والله أعلم ...
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:16 م]ـ
.
جزاك الله خيراً أخانا الكريم أبا إسحاق.
فهل تتكرم علي أخيك بالحديث الذي رواه الصيني عن يعقوب بن إبراهيم، فمثل هذه المعلومة لها أثر كبير في الترجيح.
ولك جزيل الشكر.
.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:53 م]ـ
بإذن الله سآتي بها، أنا الآن بعيد عن الكتاب، غدا بإذن الله أوافيك بالمعلومات أخي الفاضل ...
بارك الله فيكم، وأثابكم الجنة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 08 - 02, 10:40 م]ـ
عذرا للأخ الفاضل محمد بن سيف –حفظه الله- ..
فقد وقع لي سهو، فلم أجد رواية لمحمد بن إسحاق بن يزيد الصّيني عن يعقوب بن إبراهيم في تاريخ مكة للفاكهي.
أما ما قال الأخ الفاضل الأزهري السلفي حفظه الله فبعيد، لأمور منها أن الفاكهي يروي في أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يزيد في مواضع، وروى فيها عن جمع:
1 - عثمان بن عمر، وهو ابن فارس البصري (رقم289).
2 - محمد بن عبيد: وهو ابن أبي أمية الطنّافسي (رقم1011 و1286).
3 - يزيد بن هارون الواسطي؛ (رقم1015).
ومحمد بن إسحاق بن يزيد هو الصيني يقينا، فتبين أن الفاكهي يروي عن الصغاني وعن الصيني جميعا، وقد روى عن محمد بن إسحاق بن شبّويه البيكندي، ومحمد بن إسحاق السجستاني أيضا.
والصيني ذكروا في ترجمته أنه روى عن عبد الله بن نافع وروح بن عبادة وغيرهم، والمزي رحمه الله في تهذيب الكمال لا يستوعب شيوخ وتلاميذ الراوي، فعدم ذكر الصيني في تلاميذ يعقوب بن إبراهيم لا ينفي سماعه منه، وخير دليل على ما قلت أن المزي لم يذكر عاصم بن علي وشبابة بن سوار ضمن شيوخ الصغاني، ولا ذكر هذا الأخير في تلاميذهما في ترجمتهما.
وهما من شيوخه؛ رواية الصغاني عن شبابة عند أبي عوانة في مسنده (5/رقم7653)، وروايته عن عاصم بن علي عند أبي عوانة أيضا (5/رقم5145) [ط - دار المعرفة].
ويعلى بن عبيد وشبابة بن سوار، وعاصم بن علي، وقبيصة بن عقبة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وإن كانوا من شيوخ الصغاني فلا يمنع أن يكونوا من شيوخ الصيني أيضا، فقد روى عن جماعة كما في ترجمته في تاريخ بغداد (1/ 329) كروح بن عبادة، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم.
وعبد الله بن نافع الصائغ المخزومي مدني، بلدي يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وهما من طبقة واحدة، فلا يبعد رواية الصيني عن يعقوب إذا الأول من شيوخه، والصيني أقدم من الصغاني، وأعلى شيوخا منه.
ولعل في نسخة الحافظ ابن حجر من تاريخ مكة للفاكهي، إلحاق لنسبة (الصيني) بالطرة أو الهامش، فلم يتنبه لذلك، وظنه الصغاني، وبنى تحسين الأثر على ذلك.
ويصعب تحريف الصغاني بـ (الصيني)، خاصة وأن الفاكهي يروي عن الصيني كما تقدم، واحتمال تصحيف الصيني بالضبي قوي جدا، والله تعالى أعلم.
¥