هل هذا خطأ من الإمام الذهبي؟

ـ[محمود شعبان]ــــــــ[17 - 11 - 10, 01:30 م]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أورد الإمام الذهبي رحمه الله في الميزان: دغفل بن حنظلة النسابة.

روى عنه الحسن البصري شيئًا في سن النبي صلى الله عليه وسلم، خولف فيه ولم يضعفه أحد.

ويقال: له صحبه، ولم يصح.

قال أحمد بن حنبل: ما أعرفه.

قلت: يكفى في جهالته كون أحمد ما عرفه، وهو ذهلى شيباني.

وسئل أحمد عنه مرة: أكان له صحبة؟ فقال: لا، من أين له صحبة! ... انتهى.

وقد تأول الذهبي قول أحمد (ما أعرفه) أنه مجهول، على أن النص في الجرح وغيره: حدثنا عبد الرحمن: أخبرنا حرب بن اسماعيل الكرماني فيما كتب إلى قال: قلت لأحمد بن حنبل: دغفل بن حنظلة، له صحبة؟ قال: ما أعرفه.

قال أبو محمد: يعنى لا يعرف له صحبة أم لا؟. انتهى.

وهذا هو الموافق لأقوال أحمد الأخرى وغيره أنه لا صحبة له، أو أنه لا يعرف له صحبة، فهل هذا خطأ من الذهبي؟

في نظري هو خطأ نتيجة أن الذهبي أورد نص أحمد غير كامل، وإلا فلو اطلع على النص الكامل لما كان يقول هذا، والله أعلم.

وقال الذهبي في تاريخه: مختلف في صحبته. وقال أحمد بن حنبل: لا أرى له صحبة.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:23 م]ـ

بارك الله فيكم.

ظاهر السؤال يؤيد تفسير ابن أبي حاتم، فقول أحمد: (لا أعرفه) يتوجه إلى الصحبة، لا إلى الرجل.

وأما الجهالة؛ فقد قال بها ابن المديني -كما لا يخفى عليكم-.

وقضية اختصار النصوص واجتزائها، وتأدية ذلك إلى الخلل في فهمها= هي ما دعا إلى ضرورة مراجعة المصادر الأصلية، والتأكد من سياقات النصوص فيها، وسباقها ولحاقها، وسؤالها وجوابها ... إلخ.

وممن نبَّه على ذلك وبيَّنه: شيخنا د. إبراهيم اللاحم في الجرح والتعديل (ص348 - 356/الاختصار، ص356 - 365/البتر والاجتزاء).

والله أعلم.

ـ[محسن جمال عسكر]ــــــــ[18 - 11 - 10, 01:32 ص]ـ

ما أظن الذهبي غفل عن ذلك .. لا سيما و قد أورد بعدها نص أحمد في أنه لا يعلم له صحبة .. فمن أين يظن أولا أنه مجهول العين عند الإمام ثم يثني بهذا النص الآخر .. لو كان كما تظن لاكتفى بالأول إذ هو في هذه الحال يغني عما بعده .. و الله تعالى أعلم.

ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:47 م]ـ

نعم أخطأ الإمام الذهبي -رحمه الله- وهذا لا يضره.

قال الذهبي: "دَغْفَل بن حنظلة النسابة، روى عنه الحسن البصري شيئاً في سنّ النبي صلى الله عليه وسلم خولف فيه، ولم يضعفه أحد. ويُقال له صحبة ولم يصح. قال أحمد بن حنبل: ما أعرفه.

قلت: يكفي في جهالته كون أحمد ما عرفه. هو ذهلي شيباني وسئل أحمد عنه مرة أكان له صحبة؟ فقال: لا من أين له صحبة. وقال البخاري في التاريخ: حدثنا إسحاق بن راهويه: حدثنا معاذ: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل بن حنظله قال: كان على النصارى صوم شهر رمضان فولي عليهم مَلكٌ فَمَرِضَ فقال: لئن شفاه الله ليزيدن عشراً ثم كان عليهم ملك بعده فأكل اللحم فوجع فقال: لئن شفاه الله ليزيدن ثمانيه أيام، ثم كان بعده ملك فقال ما ندع من هذه الأيام أن نتمها ونجعل صومنا في الربيع ففعل فصارت خمسين يوماً.

قال البخاري: لا يتابع دَغفل عليه، ولا يعرف للحسن سماع منه.

قال ابن سيرين: كان دَغفل رجلاً عالماً، ولكن اغتلبه النَّسب". انتهى كلامه رحمه الله.

قلت: هكذا فهم الذهبي من قول أحمد: "لا أعرفه" الجهالة! وليس كذلك، فإنه لم يقصد أنه مجهول، وإنما كان سؤاله عن صحبته فقال: "لا أعرفه". أي بالصحبة.

روى عبدالرحمن ابن أبي حاتم قال: أخبرنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إليّ قال: قلت لأحمد بن حنبل: دغفل بن حنظلة له صحبة؟ قال: "ما أعرفه". قال أبو محمد: "يعني: لا يعرف له صحبة أم لا".

ويؤيد هذا أن أحمد يعرفه وهو مشهور بالنسب. قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبدالله: دغفل بن حنظلة له صحبة؟ قال: "لا، من أين له صحبة. هذا كان صاحب نسب".

قلت: فهو ليس بمجهول عند أحمد.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015