والعجيب أن الشيخ حسينا هذا أراد أن ينكر على بامخرمة في السماع أيضا فسقط هو الآخر في الفتنة، ولم يكتف بالمشي على الساحل بل خاض العباب وألف (الفصول الفتحية والنفثات الروحية فيما يوجب الجمعية، وعدم البراح من جانب الحق والفناء وبالبقاية بالكلية والجزئية) ولا نطيل في الاسترسال وراء هذه القضية فإنها طويلة الذيل، فليفكر الذين ينجرون وراء هذا الفكر ما به من بعد عن الدين، وكذلك الذين يريدون تصديره ليغشى ما غشيه من البلاد، وأما الزعم بأنه ثقافة حضرموت فتلك شنشنة نعرفها من أخزم.
ذم الغلو في تريم:
1ـ حجية عمل أهل تريم:
ومن دائرة الغلو القول بحجية عمل أهل تريم مضاهاة لما قرره المالكية من حجية عمل أهل المدينة، ومن تأمل الأمثلة التي يذكرونها يجدها أحد ثلاثة مراتب الأولى ما كان موافقا للشرع فإنه قد ورد بدليله، والثاني لا علاقة له بالشرع، وثالثة الأثافي ما تراه من عملهم بل ويزعمون الغنيمة فيه ثلاثة: حضور حضرة السقاف ـ زيارة الفقيه المقدم صلاة العصر يوم الجمعة في مسجد آل أبي علوي، ويقال أن من نظر إلى جبل الفريط وركن الجبانة القبلي البحري ومنارة مسجد الجامع مع شروق الشمس بحسن ظن لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم. ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=5#_ftn4) )
2 ـ في حمى عمر المحضار (ذلّا عمر محضار نوّر على دورك) ([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=5#_ftn5) )
كما أن مكة حرمها إبراهيم عليه السلام والمدينة حرمها النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الشيعة زعموا أن للأئمة أماكن حرموها، ومجارة لهم نسب إلى عمر محضار (تريم أمست لنا فرض علينا) وقوله:
ومن جانا وبايخضع حمانا ... نكثر في بلده الصائبات
وفي السياق ذاته يأتي ما نظمه أبو بكر بن شهاب في قصيدته الرائية التي يمدح فيها عمر المحضار ويناديه:
أدرك حماك مدينة الأجداد من ... مرض سرى في الدار والديار
قم يا شجاع الدين واجبر صدعها ... عار عليك وقوعها في العار
حرمتها وضمنت أمن ربوعها ... يا كعبة الحجاج والزوار
فرض حمايتها عليك كما وعد ... ت وأنت سلطان الحماة الجار
3ـ اخلع بها النعل:
ورد في تحفة الأحباب ص 207 قول المؤلف: كان سلفنا يعظمون البلاد كلها ولا يلبسون النعال فيها.
وسأل أحد أقطاب الطريقة لماذا لا تلبس النعال فقال له: لا أستطيع أن ألبس النعال في هذه البلاد.
ومن هذا الباب قال أبو بكر العدني:
شوارعها دبغت بأقدام سادة ... بدور الهدى أنوار كل دجنة
وكذلك ما قال أبو بكر بن شهاب في السينية:
إذا نحن زرناها وجدنا ترابها ... يفوح لنا كالعنبر المتنفس
ونمشي حفاة في ثراها تأدبا ... نرى أننا نمشي بواد مقدس
4ـ يا تريم وأهلها:
عبارة يرددها بعض العوام وفيها الاستغاثة بأهل تريم، وورد في تحفة الأحباب ص 426 من كلام بعض أقطاب الطريقة في حديثه عن آل باعلوي وخروج جدهم من البصرة إلى حضرموت قال: كسوا البلاد علما ونورا حتى كانوا ولا يزالون يقولون يا تريم وأهلها.
وفي مجموع كلام لآخر قال: يا تريم وأهلها ومن قال سبعا يا تريم وأهلها كأنهم يحضرون كلهم. ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=5#_ftn6) ).
ومن عجيب الأمر أن ثم من يزعم أن لديه سند في هذا العبارة عن شيوخه، ومنهم من يأتي بها ذكرا عند النوم.
ومن الحكايات الصوفية أن أبا بكر بن عبد الله العطاس دخل مرة بلد خشامر ـ وأهلها ممن تأثر بدعوة التوحيد ـ ولدغ واحد منهم فأخذ العطاس بإصبعه شيئا من التراب وبلها بريقه ومسح بها مكان اللدغة قائلا: يا تريم وأهلها مرات فقام اللديغ كأنما نشط من عقال كما في نفح الطيب العاطري ص 158.
5ـ تريم مثل مكة والمدينة:
¥