من دائرة الغلو تشبيهها بمكة والمدينة، وورد في تحفة الأحباب بأنها تريد أدب جم، وهي مثل مكة والمدينة واستدل بقوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) قال ولا تقيسون تريم بغيرها من البلدان، وزاد في موضع بأن فيها أشياء ما هي في مكة ولا في المدينة! وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم له نظر إلى هذه البلاد بنظر خاص، وفيه أيضا أن تريم مثل مكة والمدينة من ابتدع فيها شيء مخالف لما عليه السلف لازم ما تنفيه إن طال الزمن أو قصر. ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=5#_ftn7) ).

6 ـ جنة الدنيا:

عبارة تردد وربما صارت شعارا، وقد أطلقها قديما الفقيه محمد بن أحمد بن أبي الحب ت 611 هـ بقوله:

فلو نظرت فلاسفة إليها ... لقالوا جنة الدنيا تريم

ويمكن التماس العذر لهذا الفقيه في هذا الإطلاق في أمور منها: إنه لم ير غيرها يضاهيها في الحسن. ومنها: إنها ربما كانت في عهده كذلك، ويؤيد ذلك قول نشوان حين زار تريم سنة 571 هـ (ما تريم إلا جنة نعيم)، ومنها: تقييده ذلك بالفلاسفة فإن بضاعتهم الباطن دون الظاهر، أما إطلاقها في عصرنا فإن لوازمه كثيرة، ولا نظفر لقائله بقلامة ظفر من عذر.

لو قلتم غير هذا:

وبعد هذه المفردات العجيبة الغريبة لو قلتم غير هذا لصُدقّتم.

ـ لو قلتم أليس بتريم مساجد عديدة تدل على رغبة أهلها في الخير لصُدقّتم.

ـ ولو قلتم أليس بتريم مدراس كثيرة تشير إلى العناية بالعلوم لصدقّتم.

ـ ولو قلتم أليس بتريم من كنوز الكتب المخطوطة والمطبوعة ما يرفع شأنها لصدقّتم.

ـ ولو قلتم ألا يحيط بها النخيل لتصبح جنة غناء، وبها من العمارة ما يستوقف الناظر لصدقّتم.

وغير ذلك مما يؤهلها لأن تكون عاصمة بحق، وأن تتبوأ هذه المنزلة وتكون أحق بها، وإنما القصد هو القصد، والله نسأل التوفيق والإعانة فيما توخينا من الإبانة، وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.

================

([1]) انظر تفسير القرطبي (7/ 400) - (10/ 366).

([2]) سلسلة أعلام حضرموت (الفقيه المقدم) ص 28 ـ 34، والتعبير بكلمة (كافة) في هذا السياق لحن لفظي واضح، لكنه أقل شأن من اللحن المعنوي!

([3]) السلسلة القدوسية (مخطوط) ص 345، ويبدو أن الباحث حسن عبد الله السقاف تصرف في هذه العبارة بقوله (للشيخ بامخرمة تخريقات حتى قال بعض منتقديه , لو أن حضرموت استولى عليها حاكم نصراني لكان ذلك أقل ضررا مما أحدثه فيها بامخرمه من البدع) مجلة الحكمة , عدد 29 يوليو 1974 ص67.

([4]) شرح الصدور ص 289 وانظر كتاب عادات تريم.

([5]) نتحفظ كل التحفظ على لقب المحضار الذي يوصف به عمر بن عبد الرحمن لأن منشأه من دعوى حضوره لإنقاذ من استغاث به وهذا شرك بلا جلباب.

([6]) مخطوط ص 172.

([7]) تحفة الأحباب ص 165 ـ257 ـ 372.

ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[03 - 05 - 10, 01:19 ص]ـ

جزاك الله خيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015