ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 09:44 م]ـ
http://www.soufia-h.com/soufia-h/banner/002.gif
القول القويم في عاصمة الثقافة الإسلامية (تريم)
الشيخ أكرم مبارك عصبان
http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=28099
لا نحيط علما بمعايير الثقافة التي تعنيها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ومهما ظللنا نستفتي عن تلك المضامين فقد قضي الأمر في إعلان تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010 م، وأصبح واقعا، وخرجت ثمرة هذا الإعلان من أكمامها، ويا ليت معالمها جلية حتى يتفاعل معها من طال شوقه إليها، ولكن اعتراها منذ النشأة ظلمات بعضها فوق بعض، وخلل في مراتب ثلاث بما لا يمت للثقافة الإسلامية بقرابة وهي:
1ـ ظلم كبير في اتخاذ مبدأ السرية، وكأن أصحاب الأمر تدثروا لباس دعوة باطنية في عدم الإفصاح عن هذا الحدث، ومع أن تريم تم اختيارها عاصمة قبل عدد سنين إلا أنه كان في طي الكتمان، وهو طي يخفي خلفه بواعث بائسة ويائسة، ولم يفاجأ أهل تريم إلا وقد صارت بلدهم عاصمة للثقافة الإسلامية، فأين مدلول هذه الثقافة من هذا الغبن الفاحش.
2ـ وأظلم من ذلك ما أخذ من أموال موقوفة على المتضررين من السيول في حضرموت ليتحول مصرفه إلى هذا الحدث، مع أن من المتضررين من لا يزال يتردد على الجمعيات الخيرية طلبا لإجارة سكن يؤويه، فإذا بما يربو عن المليار ريال يمني يدس في تشييد قصور الأثرياء بتريم، ومشاريع تعمل على عجل، وليت العمارة لتلك القصور على ما فيها من القصور كان ذا قيمة، ولكن تزويق للمظهر فحسب فكان حشفا وسوء كيل، فأين الثقافة الإسلامية في مراعاة شروط الوقف، والوقوف مع المحتاجين.
3ـ وأشد ظلما من الأمرين الأمرّين العنوان الذي ظهر في التدشين وكان بلون واحد، وطعم لا يساغ، وكأن الآخرين لا طعم ولا لون ولا رائحة لهم، فأين سبيل العدل والإنصاف في الثقافة الإسلامية.
وقل ما شئت عن سبيل التلفيق والتلبيس في المعلومات التاريخية ولا حرج، وكذا تعاطي الرقص والغناء فلا مرحبا به، ومثله ثقافة ضرب الأرض بالأقدام والتمايل على نغمة المعازف ممنوع شرعا، ولا يقره إلا ذو جهالة وبطالة هذا إذا كان لمجرد اللهو، أما إذا نسب ذلك للعبادة أو الثقافة الإسلامية فهذا لون آخر حكمه مغلظ عند العلماء ممن عزاه إلى ما أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، أو أنه منكر يتنزه عن مثله العقلاء، ويتشبه فاعله بما كان يفعل عند البيت من المكاء والتصدية ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=postthread&f=5#_ftn1) )
ولا ندري ما تخفيه الأيام غير أن هذه ثلاثة أمور الواحد منها يكفي لتقويض الخيام، فكيف لو اجتمعت!
وما ضر القائمين على هذا الحدث لو ركبوا متن العدل فتهيأت البلاد للفعالية، وتم إخراج برنامج واضح المعالم بحيث لا يهل العام إلا والبرنامج بين يدي الناس، وما ضرهم لو عفّوا عن أخذ أموال تكاد أن تفي بعمارة منطقة ثبي مثلا وهي الأكثر تضررا من السيول، ولم يجمعوا على المتضررين مصيبتين ذهاب أمالهم التالدة وأموالهم الجديدة، وما ضرهم ثالثا لو فتحوا الباب أمام الثقافة الإسلامية بأطيافها المتعددة من غير بطر الحق وغمط الخلق.
هل من مثقف:
إننا نشد ثقافة من نوع آخر تضعنا أمام أبعاد الثقافة في الماضي والحاضر والمستقبل.
1ـ فهل من مثقف يغوص في التاريخ الحضرمي، ويبدي مكنوناته، ويحدد مكوناته، فإننا نفقد بعض الفترات التاريخية التي لم نظفر بتفاصيلها حين أقبلت عير الوافدين ورأى أخلافهم ما ينقمون من الحقائق فعمدوا إلى إتلافها وإخفائها، فأيتها العير إنكم لسارقون.
2ـ وهل من مثقف يضعنا أمام الواقع الثقافي الذي نعيشه، ويشخصه بنظر الطبيب الماهر، وينقذ ما يتعرض له الناس من مسخ في الهوية وذوبان بفعل الوسائل الحديثة، ويعرض الموروث على المنهج الصحيح حتى يعود للدين بهاؤه ونقاؤه، ويزيل عن مرآته الصافية ما علق بها من غبار الخرافة.
¥