وباكستان وبإجازاتهم في الحديث أمثال المحدث الشيخ إقبال الأعظمي والشيخ يعقوب القاسمي والشيخ الجليل سلمان الحسيني الندوي الذين كانوا ينزلون عنده إذا قدموا دمشق.
وبقيت على صلة بالأستاذ الغوري في دمشق حتى غادرها. واستفدت كثيراً أنا وزملائي منه ومن كتبه في علوم الحديث لما فيها من التيسير والتبسيط للكثير من المسائل العويصة في علوم الحديث، لا أنكر أن فيه كتبه - كما اشتكى منه بعض الأخوة - شيئ من التكرار، لكن لا يخلو من الفائدة، وتكرارُ المؤلف في كتبه أحسن من إحالاته إلى كتبه الأخرى، وهذا ليس عيب في التأليف، وإذا اعتبرناه عيباً فلا يسلم منه الكثير من كتب علمائنا المتقدمين والمتأخرين، أما سبب التكرار في كتبه؛ لأنها في الأصل كانت مذكرات أعدَّها لطلبة العلم، ثم طبعها دون أن يعيد النظر فيها، والله أعلم.
وقد ذكر الأخ أبو بكر أن الأستاذ الغوري قام بتعديلات في مؤلفات الشيخ الندوي للسماح في سوريا، فأقول: تلك التعديلات كانت أصلاً من تصرف الناشر لمصلحة تجارية، لكن قد أعاد الأستاذ جميع الكتب إلى أصلها في طبعتها الثانية، وكنت قد ساعدته في ذلك. أما اتهام الأخ أبي بكر بأن الأستاذ الغوري قام بطباعة كتب الندوي دون إذنه فهو غير صحيح البتة، وقد كلفه الندوي نفسه بطباعة كتبه في الشام بإذن خاص له، والذي رأيته بأم عيني في صورة العقد عند ناشرها (دار ابن كثير). في الحقيقة كانت هذه التهمة من بعض الطلاب الندويين المقيمين بدمشق، والذين تفننوا في الحقد على الأستاذ الغوري كل التفنن، وذهبوا كل مذهب في إيذائه، تارة مبلغين المخابرات أنه إخواني، وأخرى أنه سلفي، وحاولوا تضييق عيشه في دمشق بكل ما كانوا يعرفونه من الوسائل، لكن بقي الرجل صبوراً ومتحملاً على كل ما فعلوا به. فلا يليق بأخينا أبي بكر أن يذكر في هذا الموقع العلمي عما لا يعلمه، وعما لا صلة له بالعلم وبسؤال السائل.
وأما نقد الأخ أبي بكر في كتب الأستاذ الغوري في علوم الحديث بقوله إن ليس لها قيمة علمية، فهو نابع من حقده على مؤلفها لا من علمه، وجرح المجروح لا يُلتَفت إليه .. مازال المؤلف في العقد الثالث من عمره، وما قدمه في هذا السن المبكر في خدمة الحديث النبوي هو مفخرة للأمة، وقد نوَّه بها كبار علماء الحديث أمثال الدكتورعجاج الخطيب والشيخ نور الدين عتر، وقد قال الشيخ عجاج في مقدمته لكتابه:» محمد حميد الله سفير الإسلام وأمين التراث الإسلامي في الغرب «:» أحد العلماء المشتغلين في الحديث النبوي وعلومه وله فيه مؤلفات كثيرة «، وذكره الشيخ عتر في مقدمته للكتاب نفسه بكلمة تدل على مكانته الخاصة عنده حيث قال فيه:» وهذا الكتاب للأخ الكريم صديق اليوم وتلميذ الأمس الوفي: السيد عبد الماجد الغوري حفظه الله ونفع به «، كما أشاد به الإمام أبو الحسن الندوي في مقدمته لكتابه» أعلام المحدثين بالهند «بكلمات طيبة، أفبعد هذا التنويه بالكاتب وكتبه من فطاحل علماء الحديث، هل يبقى لنقد ذاك الأخ قيمة أوأهمية؟
ووالحق .. أن للأستاذ الغوري فضلاً كبيراً على أهل العلم في الشام، وقد طُبع بواسطته الكثير من نفائس كتب علماء الهند وباكستان، وكان يجلبها من الهند ويحضِّرها للطباعة ويسلمها إلى الناشرين دون أي مقابل مادي، وهو أول من ألف عن سيرة الشيخ أبي الحسن الندوي وجمع مقالاته ومحاضراته، كما أنه أول من عرَّفنا بدواوين الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال بالعربية. كما أن له فضلاً على أهل هذه البلاد بأنه نبَّه علماءها ومشايخها عن انتشار فتنة القاديانية وأنشطة أتباعها في أرياف دمشق، وقام بإعداد الكتب في تعريف هذه الفتنه والتنبيه عن خطرها، ووزعها بعد الطباعة على كل من علم أنه متأثر بالقاديانية أو قد اعتنقها، فهذا عمل عظيم لم أعرف إلى الآن -وأنا مقيم بدمشق- أن يقوم بمثله أحد سواء من أبناء الشام أوغيرهم.
وأخيراً أعتذر إلى القراء عن إسهابي في الحديث عن الأستاذ الغوري، وفي الحقيقة أنا وكثير من زملائي طلبة العلم ندين له بالفضل علينا، وقد استفدنا منه كثيراً، وحُرمنا من علمه منذ غادر دمشق، نسأل الله تعالى أن يحفظه ويوفقه للمزيد.
ملحوظة: وقد ترجم للأستاذ الغوري الدكتور محمد أكرم الندوي في كتابه» أيام في بلاد الشام «(مطبوع في دارالراية بدمشق) والدكتور سيد أحمد زكريا الندوي في كتابه» مقدمات العلامة أبي الحسن الندوي «(مطبوع في دار ابن كثير بدمشق).
ـ[أبو بكر الأرمنازي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 07:33 م]ـ
جزاك الله أخي سيد حسن المالكي
وقد تكلمت بما أعرف لا بما أظن
و ليس المسلم بالطعان و لا باللعان
ولكن هذا العلم و الدين أمانة
وجزيت عني و عن طلبة العلم خيرا
ـ[مسدد2]ــــــــ[17 - 05 - 10, 03:50 ص]ـ
الاخ أبو بكر، بغض النظر عن الاختلاف بينكما، لكن جزاك الله خيراً على تلطفك بالجواب على أخيك المخالف لك. إن التعابير مثل: حقد، وقد تكررت في جواب الاخ سيد حسن من التعابير التي يجمل الابتعاد عنها لأن الحقد من أعمال القلوب ولا اطلاع لأحد علي ذلك.
¥