ذكر عام وفاته ولم يذكره السيوطي، وأبو الطفيل هذا عامر بن واثلة الليثي، آخر من مات بمكة وقيل آخر من مات مطلقًا، قال الترمذي في الشمائل: حدثنا سفيان بن وكيع، ومحمد بن بشار، المعنى واحد، قالا: أخبرنا يزيد بن هارون، عن سعيد الجريري قال: سمعت أبا الطفيل يقول: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري».

ب - قوله:

وقال مسروق انتهى العلم إلى ... ستة أصحاب كبار نبلا

زيد، أبي الدراء، مع أبي ... عمر، عبد الله، مع علي

ثم انتهى لذين والبعض جعل ... الأشعري عن أبي الدرا بدل

ولم يذكر السيوطي من ذلك شيئًا.

ت - قوله فيمن صنف في غريب الحديث:

ثم تلى أبو عبيد واقتفى ... القتبي ثم حمد صنفا

ولم يذكره السيوطي.

ث - قوله:

وأفردوا الأخوة بالتصنيف ... فذو ثلاثة بنو حنيف

ولم يذكره السيوطي في التمثيل على الأخوة الثلاثة اللذين اشتهروا جميعًا بالرواية.

ج - قوله:

والأخوان جملة كعتبة ... أخي ابن مسعود هما ذو صحبة

ح - كلامه في الخلاف فيمن أجبز أو نوول أيقول حدثنا وأخبرنا أم لا؟ وكلام مالك وابن شهاب وأبي نعيم والمرزباني، كل ذلك لم يفصله السيوطي وذكره العراقي في قوله:

وَاخْتَلَفُوا فِيْمَنْ رَوَى مَا نُوْوِلاَ ... (فَمَالِكٌ) وَ (ابْنُ شِهَابٍ) جَعَلاَ

إِطْلاَقَهُ (حَدَّثَنَا) وَ (أَخْبَرَا) ... يَسُوْغُ وَهْوَ لاَئِقٌ بِمَنْ يَرَى

الْعَرْضَ كَالسَّمَاعِ بَلْ أَجَازَه ... بَعْضُهُمُ في مُطْلَقِ الإِجَازَهْ

وَ (الْمَرْزُبَانِيْ) وَ (أبو نُعَيْمِ) ... أَخْبَرَ، وَالصَّحِيْحُ عِنْدَ القَوْمِ

تَقْيِيْدُهُ بِمَا يُبيِنُ الْوَاقِعَا ... إِجَازَةً تَنَاولاً هُمَا مَعَا

خ - جواز قولهم أجزته وأجزت له:

أَجَزْتُهُ (ابْنُ فَارِسٍ) قَدْ نَقَلَهْ ... وَإِنَّمَا الْمَعْرُوْفُ قَدْ أَجَزْتُ لَهْ

د - قوله الجامع في إخبار من أجيز أو نوول ما يقول؟:

أَذِنَ لِي، أَطْلَقَ لِي، أَجَازَنِي ... سَوَّغَ لِي، أَبَاحَ لِي، نَاولَنِي

أما من جهة الاتساق:

فإن ألفية العراقي أخف في الموقع وأرق في المسمع وألذ وأقنع مع ما للعراقي من قدرة عجيبة وموهبة خطيرة على جمع ما لا يستطيعه السيوطي مقصرًا في ألفاظ الأبيات مخففًا تركيبها ومن أمثلة ذلك البيت المتقدم فيمن أجيز أو نوول، وغيره.

وأبيات العراقي في الجملة أخصر وأيسر من أبيات السيوطي في الجملة.

وكذلك العراقي قل أن يجعل مطلوبه في عدة أبيات آخر كل بيت منها جزء متعلق بالبيت التالي ولا معنى له في موضعه مثل ما يفعل السيوطي فتصعب التراكيب وتغرب الألفاظ وتذهب عذوبتها، ومن ذلك قوله:

المُرْتَضَى فِي حَدِّهِ مَا اتَّصَلا ... بِنَقْلِ عَدْلٍ قَلَّ ضَبْطُهُ وَلا

شَذَّ وَلا عُلِّلَ وَلْيُرَتَّبِ ... مَرَاتِبًا والاِحْتِجَاجِ يَجْتَبِي

أَلْفُقَهَا وَجُلُّ أَهْلِ الْعِلْمِ ... فَإِنْ أَتَى مِنْ طُرْقٍ اخْرَى يَنْمِي

إِلَى الصَّحِيحِ، أَيْ لِغَيْرِهِ، كَمَا ... يَرْقَى إِلَى الحُسْنِ الَّذِي قَدْ وُسِمَا

ضَعْفًا لِسُوءِالحِفْظِ أَوْ ... إِرْسَالٍ اْوْتَدْلِيسٍ اْوْ جَهَالَةٍ إِذَا رَأَوْا

مَجِيئَهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى وَ مَا ... كَانَ لِفِسْقٍ اْوْ يُرَى مُتَّهَمَا

أبيات صدورها جابذة على أعناق أعجازها لا تجد بيتًا بنفسه مفصحًا عن معنى مفرد، وهذا محض لازمة من يريد الجمع الكثير في الأبيات القليلة فيطول الأبيات ويذهب نضارتها ويكدر بهاءها خلافًا للعراقي الذي أبان القواعد وأومأ إلى المسائل وأشار إلى الفوائد ولم يطرق سوحها ولا نزل بأبوابها وخاص في معانيها وتسور مبانيها ولذا اشترط في مقدمة ألفيته:

فَهَذِهِ المَقَاصِدُ المُهِمَّهْ ... تُوْضِحُ مِنْ عِلْمِ الحدِيْثِ رَسْمَهْ

نَظَمْتُهَا تَبْصِرَةً لِلمُبتَدِيْ ... تَذْكِرَةً لِلْمُنْتَهِي والْمُسْنِدِ

لَخَّصْتُ فيهَا ابْنَ الصَّلاحِ أَجْمَعَهْ ... وَزِدْتُهَا عِلْمَاً تَرَاهُ مَوْضِعَهْ

فَحَيْثُ جَاءَ الفِعْلُ والضَّميْرُ ... لِواحِدٍ وَمَنْ لَهُ مَسْتُوْرُ

كَـ (قَالَ) أوْ أَطْلَقْتُ لَفْظَ الشَّيْخِ مَا ... أُرِيْدُ إلاَّ ابْنَ الصَّلاحِ مُبْهَمَا

وَإِنْ يَكُنْ لاثْنَيْنِ نَحْوُ (الْتَزَمَا) ... فَمُسْلِمٌ مَعَ البُخَارِيِّ هُمَا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015