فهذا الحديث في الحقيقة إسناده ليس بالقوي لكن لا يحكم عليه بأنه ضعيف يعني فيه ضعف وجاء ما يشهد له من حديث أنس المخرج في الصحيحين كما سوف يأتينا فيما بعد ولذلك قال أبو عيسى: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم وأنهم كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وهذه المسألة قد وقع فيها خلاف مطوّل بين أهل العلم حتى أُلِّفَت فيها كتب فألف فيها ابن خزيمة وابن عبدالبر والدارقطني وغيرهم والصحيح في هذا هو عدم الجهر بالبسملة كما دل على هذا حديث أنس بن مالك الذي في الصحيحين وأما ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ما رواه أصحاب السنن من حديث نُعَيم المُجمِر عن أبي هريرة أنه صلى فقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم وبعد أن انتهى من الصلاة قال: أنا أشبهكم بصلاة رسول الله e فهذا الحديث إسناده قوي ولكن هذا الحديث قد جاء من طرق وليس فيه هذه الزيادة. ثم إن قرأ ببسم الله ليس معناه الجهر فالقراءة شيء والجهر شيء آخر وأنت تسمع قراءة من بجانبك لكنه لا يجهر. وعندنا حديث أنس صريح أن الرسول e لم يجهر بالبسملة ولذلك الدارقطني عندما طُلِب منه أن يجمع ماجاء من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة في هذه القضية جمع كتابا كبيرا فسئل: هل الأحاديث المرفوعة فيها شيء يصح؟ قال: لا. أما ما جاء عن الصحابة ففيه شيء صحيح وفيه ما ليس بصحيح. فلم يعتدّ بهذا الحديث فالصواب عدم الجهر لحديث أنس بن مالك الثابت في الصحيحين وغيرهما والكلام في هذه القضية يطول وكما تقدم هناك كتب ألفت في هذا ومن الأجزاء المطبوعة جزء لابن عبدالبر في البسملة.
قال حدثنا أحمد بن عبدة، أحمد بن عبدة هو الضَّبِّي وهو من العاشرة توفي في عام 245 وقد خرج له مسلم وبقية أصحاب السنن وهو ثقة تكلم فيه ابن خراش ولم يقبل كلامه فيه لأن ابن خراش عنده تشيّع وأحمد بن عبدة اتهم بالنصب ولعل هذا جعله يتكلم فيه وإلا فأحمد بن عبدة ثقة مشهور.
قال حدثنا معتمر بن سليمان، وهو ابن طلقان التيمي البصري وهو ثقة مشهور خرج له الجماعة.
قال حدثني إسماعيل بن حماد، وهو ابن أبي سليمان فيه ضعف ولا يحتج به تكلم فيه العقيلي وغيره وضعف أحاديثه الترمذي.
وأبو خالد جَهَّلَه أبو زُرعة وأبو جعفر العُقيلي.
عن ابن عباس قال: كان النبي e يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم. قال أبو عيسى: إسناده ليس بذاك.
هذا الحديث في الحقيقة فيه ضعف لما تقدم من إسماعيل بن حماد ومن أبي خالد وأيضا لا بد أن يُنظر في سماع أبي خالد من ابن عباس ثم إن النصوص جاءت بخلافه ثم إن افتتاح الصلاة ببسم الله هذا كما قلنا قبل قليل لا يفيد الجهر والجهر والقراءة شيء آخر.
قال:" باب في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين "
قال حدثنا قتيبة، وهو ابن سعيد بن جميل بن طريف أبو رجاء الثقفي تقدم الكلام عليه فيما سبق وهو ثقة ثبت مشهور مكثر من الرواية وقد خرج له الجماعة وليس في الكتب الستة إلا هو.
قال حدثنا أبو عوانة وهو أبو الوضاح اليشكري وأبو عوانة ثقة ثبت مشهور وحديثه على قسمين:
ما حدث به من كتابه فهو أصح فكتابه صحيح
عن قتادة وهو ابن دعامة بن قتادة أبو الخطاب السدوسي البصري وهو من الثقات الحفاظ.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله e وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين.قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
فهذا الحديث حديث صحيح وهو من أصح الأسانيد وقد خرجه الشيخان وغيرهما وتلاحظون أن الترمذي حكم عليه بأنه حسن صحيح. والحديث الصحيح عنده كما تقدم يحكم عليه بهذا الحكم. وهذا الحديث يفيد عدم الجهر ببسم الله لأنه جاء في بعض الروايات أنه ما كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فهذا الحديث يفيد أن السنة عدم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأن هذا هو الصحيح في هذه المسألة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 03, 04:09 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك في جهودكم، ونسأل الله أن يبارك في الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد وينفع بعلمه.
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[05 - 03 - 03, 09:22 م]ـ
جزى الله الشيخ عبدالرحمن خيرا على تشجيعه و اهتمامه
¥