السلام ومنها العدة جعلها حاشية على شرح العمدة لابن دقيق العيد ومنها شرح الجامع الصغير للأسيوطي، وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين. توفي في شعبان، سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.

السفاريني الحنبلي

هو محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني أبو العون شمس الدين، وسفارين قرية من قرى نابلس، واشتغل بالعلم قليلا، وارتحل إلى دمشق، ومكث بها قدر خمس سنوات، وقرأ على مشايخ كُثْرٍ، وحصّل وجمّع وأجاد وأفاد وأخذ الإجازات من مشايخه، وحجّ فطلب العلم على علماء مكّة وطيبة، وأخذ من إجازتهم، ثمّ رجع إلى قريته سفّارين، واشتهر بالفضل والذكاء، ودرّس وأفتى وأجاد وألف تآليف عديدة. وله كتب منه لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية في شرح قصيدة أبي داود الحائية، وكذلك كتابه: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية. قال الكتاني: ويظهر لي أنّه لا يبعد عدّ المترجم في حُفّاظ القرن الثاني عشر، لأنّه ممّن جمع وصنف، وحرّر وخرّج، وأُخذ عنه، واستجيز من الأقطار البعيدة حتى من مصر والحجاز واليمن. توفي في شوال سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.

مرتضى الزبيدي

هو مرتضى الزبيدي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الغفار بن تاج الدين بن حسين بن جمال الدين بن إبراهيم الحسيني. وهو علامة بالحديث واللغة العربية والأنساب ومن كبار المصنفين في عصره، ولد عام 1145هـ، الموافق عام 1732م، في بلجرام وهي بلدة بالهند ونشأ في زبيد باليمن، ورحل إلى الحجاز، وأقام بمصر. وتوفي بالطاعون في مصر، عام 1205هـ، خلف حوالي (107) عملا أدبيا، بين رسالة وكتاب. أهمها وأضخمها شرحه على القاموس المسمى بـ تاج العروس، قال عنه الجبرتي: علم الأعلام والساحر اللاعب بالأفهام الذي جاب في اللغة والحديث كل فج وخاض من العلم كل لج المذلل له سبل الكلام الشاهد له الورق والأقلام ذو المعرفة والمعروف وهو العلم الموصوف العمدة الفهامة والرحلة النسابة الفقيه المحدث اللغوي النحوي الأصولي الناظم الناثر. توفي في جمادى الثانية، سنة خمس ومائتين وألف، رحمه الله تعالى.

الشوكاني

هو أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، الشوكاني نشأ بصنعاء اليمن، وتربى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينية طاهرة، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب " الأزهار " للإمام "المهدي " في فقه الزيدية وكان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لا يزال مشتغلا بحفظ القرآن الكريم صاحب التصانيف المختلفة، والآثار النافعة ليتحدث عن نفسه بهذه الآثار. قال حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني: هو بحق إمام الأئمة، ومفتي الأئمة، بحر العلوم، وشمس الفهوم، سند المجتهدين الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، فريد العصر، نادرة الدهر، شيخ الإسلام، علامة الزمان، ترجمان الحديث والقرآن، علم الزهاد، أوحد العباد، قامع المبتدعين، رأس الموحدين، تاج المتبعين، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، قاضي قضاة أهل السنة والجماعة، شيخ الرواية والسماع، علي الإسناد، السابق في ميدان الاجتهاد، على الأكابر الأمجاد. وقال عنه العلامة حسن بن أحمد البهكلي: هو قاضي الجماعة، شيخ الإسلام، المحقق العلامة الإمام، سلطان العلماء، إمام الدنيا، خاتمة الحفاظ بلا مراء، الحجة النقاد، علي الإسناد، السابق في ميدان الاجتهاد وقال صديق حسن خان: أحرز جميع المعارف، واتفق على تحقيقه المخالف والمؤالف وصار المشار إليه في علوم الاجتهاد بالبنان، والمجلي في معرفة غوامض الشريعة عند الرهان. وقال عبدالحي الكتاني: هو الإمام خاتمة محدثي المشرق وأثريه، العلامة النظار الجهبذ القاضي محمد بن علي الشوكاني ثم الصنعاني ... وقد كان الشوكاني المذكور شامة في وجه القرن المنصرم، وغرة في جبين الدهر، انتهج من مناهج العلم ما عميَ على كثير ممن قبله، وأوتي فيه من طلاقة القلم والزعامة ما لم ينطق به قلم غيره، فهو من مفاخر اليمن بل العرب، توفي في جمادى الثانية، سنة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015