هو أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، ولي الدين العراقي الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو زرعة، ولد في ذي الحجة سنة 762هـ اعتنى به والده الحافظ زين الدين عبد الرحيم وأسمعه الكثير، ورحل به إلى دمشق، وأحضره على جماعة من أصحاب الفخر بن البخاري، ثم عاد به إلى القاهرة، ولما كبر رحل ثانيا إلى دمشق بعد موت الطبقة التي كان أدركها أولا، قال ابن تغري بردي: كان إماما فقيها، عالما حافظا، محدثاُ أصوليا، محققا، واسع الفضل، غزير العلم، كثير الاشتغال. وقال: نشأ وبرع في علم الحديث، ثم غلب عليه الفقه فبرع فيه أيضا، وأفتى ودرس سنين. توفي في شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
الفيروزآبادي
هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إدريس بن فضل الله، الشيرازي، الفيروزآبادي، القاضي مجد الدين أبو الطاهر. إمام عصره في اللغة، كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق صاحب التنبيه، ويقول: إن جده فضل الله ولد الشيخ أبي إسحاق، ولا يبالي بما يشاع بين الناس أن الشيخ لم يتزوج فضلا عن أن يعقب. ولد في سنة تسع وعشرين بكارزين من أعمال شيراز، وتفقه ببلاده، وطلب الحديث، وسمع من الشيوخ، ومهر في اللغة، وهو شاب، صنف القاموس المحيط في اللغة لا مزيد عليه في حسن الاختصار وميز فيه زياداته على الصحاح بحيث لو أفردت لكانت قدر الصحاح، قال الحافظ برهان الدين: كان في اللغة بحر علم لا يكدره الدلاء، وألف فيها تواليف حسنة، وكان سريع الحفظ، قال المقريزي: إمام الناس في علم اللغة، وكانت له عناية بالحديث والفقه. وقال ابن حجر: كان سريع الحفظ. وقال الخزرجي: كان شيخ عصره في الحديث والنحو واللغة والتاريخ والفقه ومشاركا فيما سوى ذلك مشاركة جيدة. ذكره التقي الفاسي فقال: وكانت له بالحديث عناية غير قوية وكذا بالفقه وله تحصيل في فنون من العلم سيما اللغة فله فيها اليد الطولى توفي بزبيد في شوال سنة سبعة عشر وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ابن ناصر الدين الدمشقي
هو محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي القيسي الدمشقي الشافعي الإمام العلامة الأوحد الحجة الحافظ مؤرخ الديار الشامية وحافظها شمس الدين أبو عبد الله ولد في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق طلب الحديث بنفسه فسمع وقرأ على جماعة قال المقريزي: طلب الحديث، فصار حافظ بلاد الشام من غير منازع، وصنف عدة مصنفات، و لم يخلف في الشام بعده مثله. توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ابن حجر العسقلاني
هو أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر بن أحمد الكناني العسقلاني الأصل، ثم المصري، الشافعي، قاضي القضاة شيخ الإسلام، شهاب الدين، أبو الفضل بن نور الدين، بن قطب الدين، بن ناصر الدين، بن جلال الدين. قال السخاوي: شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة والذهن الوقاد والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى؛ وشهد له شيخه العراقي بأنه أعلم أصحابه بالحديث. وقال السيوطي: فريد زمانه، وحامل لواء السنة في أوانه، ذهبي هذا العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الأعصار فخاره، إمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح. شهد له بالانفراد خصوصا في شرح البخاري كل مسلم، وقضى له كل حاكم بأنه المعلم. له الحفظ الواسع الذي إذا وصفته فحدث عن البحر ابن حجر ولا حرج. والنقد الذي ضاهى به ابن معين فلا يمشي عليه بهرج هرج، والتصانيف التي ما شبهتها إلا بالكنوز والمطالب. وقال أبو المحاسن الحسيني: الإمام العلامة الحافظ فريد الوقت مفخرة الزمان بقية الحفاظ علم الأئمة الأعلام عمدة المحققين خاتمة الحفاظ المبرزين والقضاة المشهورين. وقال عبدالحي العكبري: انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ومعرفة العالي والنازل وعلل الأحاديث وغير ذلك وصار هو المعول عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار وقدوة الأمة وعلامة العلماء وحجة الأعلام ومحي السنة. توفي في ذي الحجة، سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
العيني
¥