هو محمد بن بهادر بن عبد الله التركي الأصل المصري الشيخ بدر الدين الزركشي الإمام العلامة المصنف المحرر ولد سنة 745هـ وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتبا وأخذ عن الشيخ جمال الدين الإسنوي والشيخ سراج الدين البلقيني ولازمه، قال بعض المؤرخين: كان فقيها، أصوليا، أديبا، فاضلا في جميع ذلك ودرس وأفتى، قال البرماوي كان منقطعا إلى الاشتغال [بالعلم] لا يشتغل عنه بشيء وله أقارب يكفونه أمر دنياه ومن تصانيفه تكملة شرح المنهاج للأسنوي ثم أكمله لنفسه وخادم الشرح والروضة وهو كتاب كبير فيه فوائد جليلة والنكت على البخاري والبحر في الأصول في ثلاثة أجزاء جمع فيه جمعا كثيرا لم يسبق إليه وشرح جمع الجوامع للسبكي في مجلدين ولقطة العجلان وبلة الظمآن وله غير ذلك. توفي في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
ابن رجب
هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الحافظ زين الدين، بن رجب ولد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وسمع بمصر من الميدومي، وبالقاهرة من ابن الملوك، وبدمشق من ابن الخباز، وجمع جمّ. قال ابن حجر: مهر في فنون الحديث أسماء ورجالا وعللا وطرقا واطلاعا على معانيه. وقال ابن حجي: أتقن الفن وصار أعرف أهل عصره بالعلل، وتتبع الطرق. وقال أبو المحاسن الحسيني: الإمام الحافظ الحجة والفقيه العمدة أحد العلماء الزهاد والأئمة العباد مفيد المحدثين واعظ المسلمين. توفي في شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة بدمشق، رحمه الله تعالى.
العراقي
هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المهرانيّ المولد العراقي الأصل الكرديّ الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر، ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين، وحفظ التنبيه في الفقه، واشتغل بالفقه والقراءات، ولازم المشايخ في الرواية، قال ابن حجر: صنّف تخريج أحاديث الإحياء ونظم علوم الحديث لابن الصلاح ألفيّة وشرحها وعمل عليه نكتا، وصنّف أشياء أخر كبارا وصغارا، وصار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشيخ جمال الدين الأسنوي وهلمّ جرّا، ولم نر في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرّج غالب أهل عصره وقال ابن تغري بدري: وصفه أيضا أئمة العصر بالحفظ والتحقيق، كالعز بن جماعة، وجمال الدين الإسنوي، وغيرهما. وقال السيوطي: تقدم في فن الحديث بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة. كالسبكي والعلائي والعز بن جماعة والعماد بن كثير وغيرهم ونقل عنه الشيخ جمال الدين الإسنوي في المهمات ووصفه بحافظ العصر. وقال أبو المحاسن الحسيني: الإمام الأوحد العلامة الحجة الحبر الناقد عمدة الأنام حافظ الإسلام فريد دهره ووحيد عصره من فاق بالحفظ والإتقان في زمانه وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه. وقال ابن ناصر الدين: شيخ المحدثين علم الناقدين عمدة المخرجين. توفي في شعبان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة، رحمه الله تعالى.
الهيثمي
هو علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح نور الدين الهيثمي الشافعي الحافظ ولد في رجب سنة 735 خمس وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن ثم صحب الزين العراقى ولم يفارقه سفرا وحضرا حتى مات ورافقه في جميع مسموعاته، صاحب كتب الزوائد المعروفة. قال ابن حجر: صار كثير الاستحضار للمتون جدا لكثرة الممارسة وكان هينا لينا خيرا دينا محبا في أهل الخير لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث وكان سليم الفطرة كثير الخير. وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار صالحا خيرا، وقال الأقفهسي: كان إماما عالما حافظا زاهدا متواضعا متوددا إلى الناس ذا عبادة وتقشف وورع. قال الشوكاني: كان عجبا في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة وخدمة الدين وعدم مخالطة الناس في شيء من الأمور والمحبة للحديث وأهله. توفي في رمضان سنة سبع وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ابن العراقي
¥