بالكلام تام الورع شديد التدين مديم السهر مكبا على المطالعة والجمع قل أن ترى العيون مثله. وقال الذهبي: كان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب. وقال ابن حجر: الإِمام العلم الشهير الماهر فِي الفقه والحديث ومعرفة طرق الاجتهاد. و قال قطب الدين الحلبي: كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا متقنا في الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ والإتقان. توفي في صفر سنة اثنتين وسبعمائة، رحمه الله تعالى
ابن تيمية
هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني ابن تيمية الشيخ الإمام العالم العلامة المفسر الفقيه المجتهد الحافظ المحدث شيخ الإسلام نادرة العصر ذو التصانيف والذكاء والحافظة المفرطة تقي الدين أبو العباس ابن العالم المفتي شهاب الدين ابن الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات مؤلف " الأحكام ". قد أثنى عليه جماعة من أكابر العلماء، قال الحافظ ابن عبدالهادي: "هو الشيخ الإمام الرباني إمام الأئمة، ومفتي الأمة، وبحر العلوم، سيد الحفاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر وقريع الدهر، شيخ الإسلام، وعلامة الزمان ترجمان القرآن، علم الزهاد، أوحد العباد وقامع المبتدعين وآخر المجتهدين، وقال ابن سيد الناس: ألفيته ممن أدرك من العلوم حظا، وكاد أن يستوعب السنن والآثار حفظا. إن تكلم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه، فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته. برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه. وقال المزي: ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه وقال الذهبي: كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف، بحرا في النقليات، وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم الأصول وجميع علوم الإسلام، وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح وبالسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" لكن الإحاطة لله غير أن يغترف من بحر. توفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
القطب الحلبي
هو عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبي ثم المصري الحافظ قطب الدين أبو علي استكثر من الشيوخ جدا وكتب العالي والنازل فلعل شيوخه يبلغون الألف وخرج لنفسه التساعيات والمتباينات والبلدانيات وكان خيرا متواضعا أخذ عنه المحدثون تقي الدين ابن رافع وابن أيبك الدمياطي، وعمر ابن العجمي وعلاء الدين مغلطاي، وابن السروجي، وعدد كبير. قال ابن كثير: أحد مشاهير المحدثين بها يعني بمصر، والقائمين بحفظ الحديث وروايته وتدوينه وشرحه والكلام عليه. وقال عنه السيوطي: الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية أحد من جرد العناية بالرواية. توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
المزي
هو الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن علي بن أبي الزهر الكلبي القضاعي المزي. قال الذهبي: العلامة الحافظ البارع أستاذ الجماعة جمال الدين أبو الحجاج، محدث الإسلام وعني بهذا الشأن أتم عناية، وقرأ العربية، وأفاد، وأكثر من اللغة والتصريف. وصنف وأفاد .. وكتب الكثير ورواه، وقال أيضا: وأما معرفة الرجال، فهو حامل لوائها، والقائم بأعبائها، لم تر العيون مثله .. وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله .. وكان ثقة حجة، كثير العلم، وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شيء مما يقرأ، بل يرد في المتن والإسناد ردا مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة. وقال الصفدي: الشيخ الإمام
¥