الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة والشعر، ومعرفته بالسنن والآثار والأخبار. وقال الحميدى: كان أبو محمد حافظا للحديث وفقهه. توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة. رحمه الله.
البيهقي
هو الحافظ العلامة، الثبت، الفقيه، شيخ الإسلام، أبو بكر البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي، الخراساني. وبيهق: عدة قرى من أعمال نيسابور على يومين منها. قال الصفدي: دائرته في الحديث ليست كبيرة لكن بورك له في مروياته وحسن تصريفه فيها لحذقه وخبرته بالأبواب والرجال. وقال ابن الدمياطي: كان أحد الحفاظ المشهورين. قال أبو الحسن عبد الغافر في ذيل تاريخ نيسابور: أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الورع واحد زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث، وقال ابن الأثير: كان إماما في الحديث والفقه على مذهب الشافعي وقال ابن كثير: كان أوحد أهل زمانه في الإتقان والحفظ والفقه والتصنيف، كان فقيها محدثا أصوليا. وقال السمعاني: كان إماما فقيها حافظا جمع بين معرفة الحديث وفقهه. توفي في جمادى الأولى، سنة ثمان وخمسين وأربع مائة، رحمه الله تعالى.
الخطيب البغدادي
هو الإمام العلامة المفتي، الحافظ الناقد، محدث الوقت أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، صاحب التصانيف، وخاتمة الحفاظ. قال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان، ممن شاهدناه معرفة، وحفظا، وإتقانا، وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننا في علله وأسانيده، وعلما بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره ومطروحه، ولم يكن للبغداديين - بعد أبي الحسن الدارقطني - مثله. وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب. وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه. وقال الباجي: حافظ المشرق الإمام المحدث الكبير، أخذ الحديث عن كبار علماء عصره، وارتحل في طلبه إلى عدة أمصار. وألف ستا وخمسين مصنفا في مختلف علوم الحديث، وكل من أنصف علم أن المحدثين بعده عيال على كتبه. وقال ابن عساكر: الفقيه الحافظ أحد الأئمة المشهورين والمصنفين المكثرين والحفاظ المبرزين ومن ختم به ديوان المحدثين. وقال الذهبي: خاتمة الحفاظ، كتب الكثير، وتقدم في هذا الشأن، وبذ الأقران، وجمع وصنف وصحح، وعلل وجرح، وعدل وأرخ وأوضح، وصار أحفظ أهل عصره على الإطلاق. توفي سنة ثلاث وستين وأربع مائة. رحمه الله تعالى.
ابن عبدالبر
هو الإمام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الإسلام، أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري (بفتح النون والميم وبعدها راء)، الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة. قال أبو القاسم بن بشكوال: ابن عبد البر إمام عصره، وواحد دهره. وقال الذهبي: كان إماما دينا، ثقة، متقنا، علامة، متبحرا، صاحب سنة واتباع. وكان حافظ المغرب في زمانه. قال القاضي عياض: الحافظ شيخ علماء الأندلس وكبير محدّثيها في وقته، وأحفظ من كان بها لسنة مأثورة، وقال ابن خلكان: إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما. وقال الباجي: أبو عمر أحفظ أهل المغرب. قال أبو عبدالله الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال. مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة, رحمه الله تعالى.
الحميدي
هو الحافظ الثبت, الإمام القدوة ,أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقى الظاهري (ميورقة جزيرة تجاه شرق الأندلس). قال إبراهيم السلماسي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم قال وكان ورعا ثقة إماما في الحديث وعلله. وقال الذهبي: كان من بقايا أصحاب الحديث علما وعملا وعقدا وانقيادا، وقال أبو عامر العبدري: لا يرى مثله قط، وعن مثله لا يسأل، جمع بين الفقه والحديث والأدب، ورأى علماء الأندلس، وكان حافظا. وقال السمعاني: حافظ كبير جليل القدر. مات سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
ابن القيسراني
هو الحافظ محمد بن طاهر بن علي بن أحمد الحافظ أبو الفضل المقدسي ويعرف في وقته بابن القيسراني الشيباني، قال ابن منده: كان أحد الحفاظ حسن الاعتقاد جميل الطريقة صدوقا عالما بالصحيح والسقيم كثير التصانيف لازما للأثر. وقال ابن الدمياطي: كان حافظا متقنا متفننا حسن التصنيف. وقال ابن خلكان: كان أحد الرحالين في طلب الحديث، وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته. وقال محمد بن إسماعيل الحافظ: أحفظ من رأيت ابن طاهر. وقال أبو الحسن الكرجي: ما كان على وجه الأرض له نظير. توفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
يحيى ابن منده
هو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى ابن منده بن الوليد بن منده بن بطة بن استندار بن جهار بخت بن فيرزان، كان من الحفاظ المشهورين وأحد أصحاب الحديث المبرزين وهو محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث. وكان جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية، ثقة حافظا فاضلا مكثرا صدوقا، كثير التصانيف، حسن السيرة بعيد التكلف، أوحد بيته في عصره. خرج التخاريج لنفسه ولجماعة من الشيوخ الأصبهانيين. ذكره الحافظ ابن السمعاني في كتاب " الذيل " وقال: كتب الإجازة بجميع مسموعاته، ثم قال: سألت عنه أبا القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية، ثم قال: سمعت أبا بكر محمد بن أبي النصر بن محمد اللفتواني الحافظ يقول: بيت ابن منده بدئ بيحيى وختم بيحيى، يريد في معرفة الحديث والعلم والفضل. وذكره عبد الغافر بن إسماعيل فقال: أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده رجل فاضل من بيت العلم والحديث المشهور في الدنيا. توفي في ذي الحجة من سنة إحدى عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
¥