من أمثلة ذلك .. وهذه أمثلة كلها قبل أن يرتب الشيخ الوارجلاني مسند الإمام الربيع بن حبيب أي قبل القرن السادس الهجري:

أ-ذكر احدايث بسندها من المسند،ومن ذلك ما جاء في:

1 - بيان الشرع؛تأليف محمد بن ابراهيم الكندي (عاش في القرن الخامس الهجري):يقول ( ... والأصل فيما ذكرنا ما روى أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة -رضي الله عنها -قالت:إن أسماء بنت عميس ولدت محمد بن أب بكر،فذكر ت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:آمرها فتغتسل ثم تهل.وبه قيل أيضا أن عائشة قالت:إن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت،فذكرت ذلك للرسول- صلى الله عليه وسلم- فقال:أحابستنا هي؟! فقيل:إنها قد أفاضت،فقال:فلا إذا "الكندي،بيان الشرع 24/ 90

3 - أجوبة ابن خلفون،تأليف أبي يعقوب يوسف ابن خلفون يقول:" ...... لما روي من طريق الربيع بن حبيب عن أبي عبيدة عن جابر ابن زيد قال:بلغنا عن علي بن أبي طالب أنه انكسر أحد يديه،فسأل النبي -عليه السلام -أن يمسح على الجبائر،قال:نعم "ابن خلفون،اجوبة 78 - 79

ب-ذكر أحاديث متوالية،وترتيبها هو نفس ترتيبها في المسند،ومن ذلك ما جاء في كتاب الوضع-مختصر في الأصول والفقه-،تأليف أبي زكريا يحيى الجناوني (عاش في القرن الخامس الهجري:والجناوني هو من سلسلة النسب عند الإباضية المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم):

1 - يقول الجناوني:"وقد ذكر عن ابن عباس -رضي الله عنه -أنه قال:انكسفت الشمس على رسول الله صلى الله عليه وسلم،في يوم مات فيه ولده ابراهيم عليه السلام،فصلى بالناس فقام قياما طويلا،فقرأ نحوا من سورة البقرة،فركع ركوعا طويلا ثم سجد،ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول،ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول،ثم سجد سجودا طويلا وهو دون السجود الأول،ثم انصرف وقد انجلت الشمس.قالت عائشة:فلما انصرف من الصلاة خطب الناس،فحمد الله وأثنى عليه،ثم قال <<إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله،لا يخسفان لموت بشر ولا لحياته،فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وتضرّعوا >>،ثم قال:<<يا أمة محمد،والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا >>اهـ الجناوني،الوضع ص132

وانظر كذلك ابن بركة،الجامع 1/ 183،213؟،الكدمي؛الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد 1/ 116

فقد جمع هذا النص حديثين من احاديث مسند الإمام الربيع (الحديثان 197و 198)،الأول عن ابن عباس -رضي الله عنهما -والثاني عن عائشة -رضي الله عنها -وقد ميز ذلك العلامة الجناوني في النص المذكور.

2 - وأصرح من النص السابق النص الذي يقابله في الصفحة الأخرى من الكتاب يقول الجناوني:"وذكر عن عائشة -رضي الله عنه- انها قالت ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قط،وإني لأسبحها وأن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وعن جابر بن زيد قال:بلغني عن أم هانيء بنت أبي طالب أنها قالت:صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى في بيتي ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد يوم فتح مكة "اهانظر الجناوني،المرجع السابق ص133

وهذا النص جمع بين حديثين من احاديث مسند الإمام الربيع (الحديثان 199 و200) بعد حذف السند والاكتفاء بذكر بالرواي الأعلى،وقد أوردهما الجناوني ينصيهما ولم يخرم منهما حرفا.

ج- إيراد تعليقات الإمام الربيع على أحدايثه التي رواها في مسنده،ومن ذلك ما جاء في كتاب الوضع (الجناوني،ص138 .. وانظر كذلك ص106 - 107):

يقول الجناوني "قال عليه السلام:<<لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه؛لوقف أربعين خير له من أن يمرّ بين يديه >>وقال جابر:قال بعض الناس:أربعين خريفا،وقال بعض:أربعين شهرا،وقال بعض:أربعين يوما "اهـ

وهو عين ما ورد في الحديث رقم (245) من المسند،ولاحظ تعليق الإمام جابر بن زيد على الحديث.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015