السؤال كان عن وجود المسند لا غير!
فعلمي وجهلي لا يقدم ولا يؤخر!
واعذرني إذا قلت لك: إن هذه اللطميات (الاضطهاد - الكتمان - ... إلخ) مكررة في كلام الإباضية، وقد قرأتها مراراً
وكل من عجز عن إثبات حقيقة تاريخية إنما يفزع إلى حكاية الكتمان والاضطهاد!
كالشيعة في موضوع مهدي السرداب!
فسر لي كيف استطاع أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة أن أن يقيم خمس دول واحدة في اليمن والحجاز بقيادة طالب الحق الكندي واثنتان في عمان واثنان في المغرب الإسلامي التي عرفت الثانية بالدولة الرستمية
كيف استطاع ذلك وهو في سرداب من سراديب البصرة .. إن كانت الدولة الأموية تعلم عنه؟؟!!!
لماذا هذا الإصرار على تغيير الموضوع؟
أسلِّم لك أن الذي يريد إقامة خمس دول يحتاج إلى الكتمان ريثما تنضج الثورة!
فلماذا يُكتم مسند الربيع بضعة قرون؟!
وهل هناك حاجة لكتمانه أصلاً؟!
أليس الاشتغال بالحديث النبوي هو أحد طرائق كتمان الثورة؟!
وأحد طرائق اجتذاب الأنصار؟!
بلى وإليك الدليل من منشورات الإباضية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72295&stc=1&d=1259935060
وعلى أي حال فقد انتهى عصر الكتمان بقيام هذه الدول الخمس!
فلماذا لم يخرج مسند الربيع، أو مجرد خبر عن وجوده، إلى النور؟!
ولو في تلك الدول الإباضية!
كما انتشرت كتب ابن تومرت بعد قيام دولته الموحدية!
وكما نرى من انتشار كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب في السعودية!
وكتب الإباضية في عمان!
... إلخ
وما دمت تطالب بالتفسير فحبًّا وكرامة!
إبراهيم الإمام وأبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور وأعمامهم أقاموا الدولة العباسية وهم في صحراء الأردن تحت سمع الدولة الأموية وبصرها، ولم يكونوا في سرداب!
والذين أقاموا الدولة العبيدية كانوا يعيشون في الشام، تحت سمع الدولة العباسية وبصرها، ولم يكونوا في سرداب!
فأبو عبيدة يستطيع إقامة خمس دول - والعهدة عليكم - وهو يدرِّس الحديث في مسجد بالبصرة!
وكنت أظن أن السراديب للرافضة وحدهم!
هناك رسالة ماجستير على ما أظن في أحدى الجامعات السعودية وصاحبها سلفي شرح هذا الموضوع أيضا .. كانت رسالته عن التأويل عند الإباضية
قبل قليل تصمنى بالجهل، والآن تستشهد برسالة لا تدري شيئاً عنها وتدَّعي أن صاحبها (شرح هذا الموضوع)!
هل قال صاحبها كما تقول: المستد صحيح النسبة إلى الربيع وكانت جهالته بسبب الكتمان؟!
عبارتك تدل على أنك لم تقف على الرسالة ولا تعرف مضمونها!
وظاهر الحال - من عباراتك في صفتها - أن صاحبها إنما أنشأها ليردّ على الإباضية في مسألة التأويل، لا للاعتذار عن كتمانهم لمسند الربيع!
وعلى كل حال ليس لها علاقة بموضوعنا
ولقد دون أحد علماء الإباضية في القرن الثاني يدعي أبو سفيان محبوب بن الرحيل القرشي وهو تلميذ الربيع وربيب له .. دون اخبار أهل الدعوة الإباضية وسيرتهم .. والقاريء لما رواه يعجب كيف كان أهل الدعوة الإباضية يمارسون الكتمان والتخفي بشتى الوسائل
يا للعجب! كتمان وإعلان في آن واحد!
إلا إذا كان أبو سفيان قد دوَّن أخبار الكتمان في كتاب مكتوم!
وومن الاضح - على أي حال - أن هذا الخبر يتعلق بأمر التنظيم السياسي، ولا علاقة له بروايتهم للحديث!
انت تصور لي أن العلماء الكبار امثال أحمد بن حنبل لهم استخبارات واسعة وأجهزة دقيقة في الكشف عن كل شخص يعيش في هذا العالم
لم أقل ذلك بارك الله فيك!
ولا يمكن أن أقوله!
وكلامي موجود أعلاه!
بل الذي قلتُه هو العكس 100%
وهو أن معرفة المشارقة والمغاربة بمسند الربيع لا تحتاج إلى استخبارات وأجهزة كشف دقيقة!
وأن المسند قد خفي على جميع العلماء نحو عشرة قرون، وليس على شخص واحد!
وأنه ليس مما يكتم!
ولو سمع به البخاري لما ضرَّته جهالة أحمد!
ولم علم به مسلم لما ضرَّه جهل البخاري!
حتى ابن حزم وابن خلدون لم يسمعا به!
وكان الإباضية يخالطون العلماء من غير الإباضية طيلة هذه القرون، في المشرق والمغرب، وفي الأزهر كما ذكرتَ، وفي موسم الحجّ!
والرحَّالة يزورون أقاليم الإباضية عبر القرون!
وأنتم تذكرون أن الإباضية موجودة في جميع أنحاء العالم الإسلامي!
ومع ذلك لم يتسرب خبر المسند!
وكان يكفي أن يقول أي إنسان من القرون الأولى: الإباضية يروون مسند الربيع ويدرِّسونه لطلبتهم!
إلخ إلخ
والبقين الذي تحصَّلنا عليه حتى الأن: أن القاسمي ذكره في القرن الرابع عشر!
وأنت لم تستطع إثبات أن علماء الأزهر قد سمعوا بالمسند أو بالشرح من الرجل الذي ذكرت أنه درس بالأزهر وشرح المسند! وقد يكون كتمه عنهم إذا كان حال الطائفة كما وصفت، أو صنَّفه بعد التخرّج وعودته إلى بلاده!
وأكرر مرة أخرى:
أننا ندور في حلقة مفرغة
ولم نتصَّل منكم إلا على الا على الاعتذار بالسرية والكتمان!
وهو غير مقنع لنا، لأن الكتمان لا يصل إلى كتمان اسم كتاب كهذا!
فإن كان عندكم غير ذلك فعلى الرحب والسعة
وإلا فهذا آخر ما عندي عن الموضوع!
بارك الله فيكم وشكر لكم، وهدانا وإياكم إلى ما اختُلف من الحق بإذنه
¥