أحس سنغ بأنه بات محاصراً بين مجرم قتل أخاه ولم تصله يد العدالة وبين الأجهزة الشرطية التي لم تعطه الفرصة الكافية للبحث عن قاتل أخيه، لذا وتحت هذه الظروف الضاغطة قدر أن يترك البلد التي قُتل فيها أخوه وأن يعود إلى بلاده، لكن فكرة الثأر لأخيه بقيت هذه المسيطرة على تفكيره.

بدأ سنغ يستعد للسفر وذلك من خلال بيع المنجرة التي كان يمتلكها وكذلك أثاث الشقة وسيارته وغيرها من ممتلكاته فقد شعر باليأس في العثور على قاتل أخيه.

على الطرف الآخر كان رجال البحث الجنائي مشغولين في تحليل الجريمة وكيفية وقوعها والأهم من ذلك كيف أن الجاني ارتكب جريمته دون أن يترك أثراً له.

في أحد الأيام تلقت غرفة العمليات مكالمة تقول فيها السيدة المتصلة بأنها تعرف معلومات مهمة عن قضية قتل الأخ الأصغر لسنغ وأنها مستعدة للإدلاء بهذه المعلومات عندما توفر لها الشرطة الحماية، ثم أغلقت السيدة الهاتف لكن خلال دقائق كان المسؤولون في غرفة العمليات قد حددوا مكان المكالمة، كما ظهر عندهم رقم السيدة.

ثم نقل هذه المعلومات للمسؤولين حيث قالوا: يجب الاستفادة من السيدة ومن المعلومات التي لديها لعلها تحل لنا هذا اللغز ولكن يجب حمايتها أولاً، كانت السيدة تتحدث الإنجليزية بطريقة ركيكة للغاية، لذا طلب المسؤولون ضابطا يتكلم لغتها بطلاقة حتى يستفيد من كل كلمة تقولها.

بعد أن جاء الضابط الذي يتقن لغة تلك السيدة تم الاتصال، وقال لها الضابط إن كنت تشعرين بخطر من المعاملة أغلقي الهاتف ونحن سنتصرف وإن لم تكوني كذلك قولي لنا من هو القاتل.

قالت السيدة أنا زوجة سنغ وزوجي هو الذي قتل أخاه، قال لها الضابط هل لديك إثبات على ذلك، فقالت السيدة لدي شعر ذقن ورأس القتيل، قال لها الضابط هل يمكن أن أحضر لآخذ بضع شعرات حتى نفحصها، فقالت السيدة إذا أردت أن تحضر فعليك أن تحضر متخفياً ولا يشعر بحضورك أحد ثم عليك أن تأتي الآن لأن زوجي في الخارج وقد يعود في أية لحظة.

بدأ الضباط في غرفة العمليات يسابقون الزمن، حيث تحركت القوة بسرعة هائلة إلى العنوان الذي أعطته السيدة للشرطة، وقام الضابط الذي يعرف لغ ة السيدة بالصعود إلى الشقة حيث كانت السيدة في انتظاره على باب الشقة، دخل الضابط إلى الشقة حيث أخذ الشعرات التي كانت السيدة قد أحضرتها له.

قالت السيدة للضابط انظر إن شعر ذقن ورأس أخ سنغ إنه موجود في هذه العبوة، كانت العبوة عبارة عن أنبوب من القصدير مخصص للسيجار، وأضافت أن سنغ يضعها في جيب خاص في هذه الحقيبة وأشارت إلى حقيبة حمراء كانت ضمن الحقائب المجهزة للسفر.

وقالت السيدة أرجوك أن تحميني فلو عرف زوجي بما قلته لك سيقتلني في الحال، قال لها الضابط لا تقلقي فكل شيء سيكون تحت السيطرة، أخذ الضابط الشعيرات التي معه وانطلق بها إلى المختبر الجنائي في الوقت الذي بقيت فيه قوة مرابطة بالقرب من العمارة التي فيها شقة سنغ، وكان الضابط قد طلب من زوجة سنغ أن تضغط على رقم معين من هاتفها النقال إذا أحست بالخطر، عندها ستجد رجال الأمن عندها في ثوانٍ.

بعد فحص الشعيرات تبين أن الشعيرات تحمل الـ ( dna) نفسه للقتيل، هنا تأكد الضابط بأنه وضع يده على مفتاح القضية، حيث أخبر رؤساءه بنتيجة التحليل المخبري وتطابق الـ dna معاً، عندها صدرت التعليمات للمخبرين السريين أن يبقوا في حالة استنفار قصوى بالقرب من العمارة التي يسكن فيها سنغ، وذلك حماية لزوجته.

في صباح اليوم التالي اتصلت السيدة بالضابط على الرقم السري الذي أعطاه إياها قائلة له: لماذا لم تتخذوا أي إجراء ضد سنغ، فنحن سنترك البلاد ظهر اليوم وكل شيء أصبح جاهزاً للسفر، وأضافت لقد توعدني زوجي بأنه سيقتلني عندما نصل إلى قريتنا، كما سيقتل أطفالي أيضاً، لذا أرجوك أن تساعدني ولا تترك سنغ يسافر .. أرجوكم اعتقلوه، قال لها الضابط لا تخافي كل شيء سيكون على ما يرام.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015