كانت الخطة تقضي بأن يتركوا سنغ يأتي إلى المطار وفي أثناء مرور الحقائب عبر جهاز (السونار) سيطلب الضابط فتح الحقيبة الحمراء، لأن الجهاز أظهر وجود أنبوب معدني فيها، وبذلك يبدو الأمر طبيعياً، ولا يشك سنغ بأن أحداً أبلغ عنه، وعندما يتم فتح الأنبوب يجدون الشعر، عندها يأخذون سنغ للتحقيق، وبذلك لا يشك سنغ أبداً بأن زوجته أبلغت عنه، حيث أن أحداً لا يعرف مكان الشعر ووجوده في ا لأنبوب إلا هو وزوجته.

السونار

تم تنفيذ الخطة وفقاً لما خُطط لها، فعندما جاء سنغ إلى قاعة المغادرين ووضع حقائبه عبر جهاز (السونار) طلب منه الضابط فتح الحقيبة الحمراء لوجود أنبوب معدني غير معروف فيها، حاول سنغ التهرب قائلاً له إن هذا الغلاف الخارجي للسيجار، وهذا النوع من السيجار يكون غلافه في العادة معدنياً.

قال الضابط لا بأس أريد أن أتأكد فقط.

أحس الضابط بتردد سنغ فقال له بحزم إما أن تفتح الحقيبة وإلاّ سأفتحها بطريقتي الخاصة، هنا وجد سنغ بأن لا مجال للمراوغة، كان سنغ محاطاً بعدد كبير من الضباط بلباسهم المدني، بحيث لا يشعر أحد بوجودهم، كان وجودهم ضرورياً، وذلك حتى لا يهرب سنغ عندما تنكشف حقيقة الأنبوب.

عندما فتح الضابط الأنبوب وجده مملوءا بالشعر الطويل وعلى الشعر بقع دم، طلب الضابط من سنغ تفسيراً لذلك، فأحس الرجل بارتباك كبير، فهو لم يتوقع هذه المفاجأة أبداً.

تم اقتياد سنغ إلى غرفة التحقيق، كما تم التحفظ على الأنبوب والشعر الذي في داخله.

عند التحقيق مع سنغ بدأ يراوغ ويدعي بأنه لا يعرف من أين جاءت هذه العبوة المعدنية، لكن الضابط أخبره بأن بصماته موجودة على الأنبوب وأنه لا مجال للمراوغة.

بقي سنغ مصراً على إنكاره، وهنا تم التعامل معه من خلال جهاز كشف الكذب، ومن خلال الجلسة الأولى تبين بأنه يكذب، ولكي يأخذ الرجل حقه من العدالة تم فحصه على جهاز كشف الكذب ثلاث مرات، وفي كل مرة كان الجهاز يشير إلى أن سنغ غ ير صادق فيما يقول.

هنا بدأ ضابط التحقيق بالضغط النفسي على سنغ، حتى أحس بأنه لا مجال للمراوغة، عندها بدأ يتكلم، حيث قال: تزوجت زوجتي التي معي ولأن ديانتنا ومعتقداتنا تبيح للأخ أن يشارك أخيه في زوجته فقد بدأ أخي الصغير يمارس هذا الحق مع زوجتي، لكن ديانتنا تعطيني الحق بأن يكون الأولاد لي أنا، وإذا أراد الأخ الآخر إنجاب أطفال فمن حقه أن يتزوج بامرأة أخرى.

وأضاف أنا وأخي كنا نشترك في المرأة نفسها التي أنجبت تم تسجيلها باسمي، ثم أنجبت طفلة أخرى تم تسجيلها باسمي أيضاً. وقال بدأت ألاحظ بأن زوجتي عندما كانت تذهب للنوم مع أخي كانت تضع المساحيق على وجهها وعطوراً على جسدها وتتزين له وكأنها عروساً، فعرفت من خلال تصرفاتها بأنها تحبه أكثر مني، وعندما سألتها عن تصرفاتها هذه أجابت بكل صراحة بأنها تحبه أكثر مني فعلاً، هنا بدأت أشعر بالغي رة وقمت بالاتصال بالكاهن الذي أخبرني أن غيرتي من أخي تعتبر حراما فالشريعة تبيح له أن ينام مع زوجتي.

وأضاف سنغ مما زاد الأمور تعقيداً أن زوجتي ولدت مولوداً ذكراً، وهنا طالب أخي بأن يتم تسجيل المولود باسمه لأنه متأكد بأنه ابنه هو لكني رفضت ذلك، وحاولت أن أفهم أخي بان المرأة هي زوجتي في الأصل وكونه ينام معها فهذا لا يعطيه الحق في أن يسجل أحداً من المواليد باسمه، ولكن عندما رأيت إصرار أخي على أخذ المولود الذكر قلت له يمكنك أن تسجل إحدى البنات باسمك أما هذا الطفل فسيسجل باسمي.

وأضاف لقد وقفت زوجتي مع أخي وقالت لي بأنها متأكدة بأنه هذا الطفل هو أبن الأخ الأصغر وليس ابني، من هنا قررت أن أقتل أخي لأتخلص منه وتبقى زوجتي لي وحدي دون أن يشاركني فيها أحد، لكني أخيراً قررت أن أتخلص من زوجتي أيضاً وأن أقتلها في القرية عندما نعود إلى بلادنا.

وقال سنغ ذهبت إلى الموقع الذي فيه أخي في ساعة الفجر الأولى حيث يكون الجميع نياما حيث قمت بقتله وإمعانا في إذلاله وحتى لا يدخل الجنة حلقت شعر ذقنه وشعر رأسه وذلك كي يدخل قبره بدون شعر ويكون بذلك قد خالف تعاليم الإلهين (كرشنا) و (رام). وعندما سأله الضابط لماذا حملت الشعر معك إذن فقال سنغ كنت أريد تسليمه إلى الكاهن في المعبد وأقول له بأن أخي ارتد عن العقيدة وحلق شعره، وهنا يقوم الكاهن بالدعاء عليه ولعنه حيث ستبقى اللعنة تطارده إلى الأبد.

تم اقتياد سنغ إلى المحكمة مرفقاً معه اعترافاته وتوقيعه عليها، كان سنغ يسير مذهولا لما وقع له وكان يقول كيف عرف الضابط بوجود الشعر في تلك العبوة ... وكان يجيب على نفسه لعل الإله (رام) غاضب عليّ ولعله هو الذي أرشد الضابط إلى الشعر الذي كان سبباً في كشف الجريمة.

المصدر: http://

ـ[ابو الحسن الحبشي]ــــــــ[25 عز وجلec 2010, 08:03 م]ـ

الحمد لله على نعمة الاسلام.

أما "كرشنا" و "رام" فهي من معبودات الهندوس لا السيخ. والسيخ يسمون معبودهم "واهيغورو". نعوذ بالله من الشرك.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015