قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز .... ) اه من مجموع الفتاوي [12/ 257].
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال: إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى. [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف:مناهل العرفان 1/ 42 - 43، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44، 45.]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن.
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله تعالى: (ونزّلناه تنزيلاً)، وقوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً).
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507: (وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً) اه.
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة:
1 - كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2 - كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 صلى الله عليه وسلمpr 2003, 10:06 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن، و بالنسبة لقولك في مسألة النزول للقرءان، فأراه كافيا شافيا فبارك الله فيكم
وأنا ـ إن شاء الله تعالى ـ سأدرس كتاب (تفيسر ايات الأحكام) للسايس، في العام القادم في كلية الشريعة الاسلامية بالأزهر، و لكن نظرا للجانب السلبي المذكور فأطلب النصيحة في مرجع ـ أي كتاب ـ يكون شاملا واسعا غير مقيد بالمذهب حيث يمكنني الرجوع إليه للاستقصاء، وهل من المتقدمين من ألف في هذا الباب بأسلوب الفقه المقارن؟
بارك الله فيك شيخنا أبي مجاهد، و قد أفدتني كثيرا في نقلك الاجماع عن النحاس، لأنه ألزم القائلين بالمجازية في معنى النزول بأحد شيئين: إما أن يقولوا بالحقيقة وهذا هو الحق الذي نريده، وإما أن يخالفوا إجماع النحويين في كون التأكيد بالمصدر ينفي المجاز
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[07 عز وجلec 2005, 05:22 م]ـ
بارك الله في الجميع .. وشكرا للأخ د. الشهري على مجهوده الرائع