د. الشهري: ما أظنّ لهم عهد، (لا يرقبون في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة). لاحظوا الآية الثانية في قوله (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا) كأنّها جاءت جواباً لمعترض يقول اليهود يمكن المسالمة معهم ويمكن التطبيع معهم ويمكن التعاقد معهم والتحالف معهم

د. الخضيري: لا، ويمكن اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على شيء والظروف تغيرت, اليهود الآن متحضرّين وعندهم مبادئ وقيم

د. الشهري: وعندهم أفضل جامعة في الشرق الأوسط

د. الخضيري: فاليهود هؤلاء مختلفون عن اليهود السابقون, نقول لا

د. الشهري: (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ) لم يقل الله سبحانه وتعالى والله أعلم بهم

د. الخضيري: وصرّح بالظاهر أو أظهر في مقام الإضمار

د. الشهري: وأنا أقول الحقيقة يعني الآية واضحة أنّ الله سبحانه وتعالى من رحمته بهذه الأمة يُبيّن لها تفاصيل نفسيات عدوّها وهذه رائعة جدًا. الآن الدول الآن مثل الولايات المتحدة على سبيل المثال تبذل المليارات أو الملايين من أجل دراسة نفسيات الشعوب التي تُريد أن تخضعها, الولايات المتحدة اليوم هي تريد أن تستعمر الجميع فهي تُنشئ دراسات للشرق الأوسط وتُنشئ معاهد وبحوث لدراسة الصينيين, ثقافة الصينيين, ما هي الأشياء التي يمكن أن تؤثر في الصينيين, العرب, من أجل ماذا؟! من أجل أن تعرف ما هي الطريقة المناسبة لإخضاعه, لإقناعه, للحصول على ما بيده, الله سبحانه وتعالى هنا قد شرح لك نفسيات أعداءك اليهود وقال (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ) فأول شيء فيها فائدتين, الأمر الأول رحمة الله بهذه الأمة, الأمر الثاني قدم لك معلومات ومعلومات موثوقة مائة بالمائة

د. الخضيري: مركز دراسات ربّانية! يعني أستغفر الله نحن لا نقول هذه دراسات يكتشفها الرب لا، هذه نتائج والله أعلم بها

د. الشهري: الأمر الثاني أنه صرّح بأنهم أعداء لك , فمن الغباء أنك تظن في يوم من الأيام أن هؤلاء سيُسالمُونك

د. الخضيري: أو أنهم سيُحسنون أو يجلبون الخير

د. الشهري: فلماذا نحن الآن, وهذه مشكلتنا الآن من سنوات طويلة أننا نريد أن نُعيد اختراع العجلة من جديد, نبدأ مع اليهود ومحادثات سلام, طيب الله يقول هم أعداء (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ) ثم قال (وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا)

د. الخضيري: لا تتولوا أحدًا إلا الله ولا تطلبوا النصر إلا منه سبحانه وتعالى لأنه كفى به كفى هو حسبكم

د. الطيار: مع وجود هذا الحقيقة الظاهرة جداً أنّ الله سبحانه وتعالى الآن يسّر لنا السبيل, ما احتجنا نحن إلى التجارب لنكتشف هذه العداوة, مع أنه الآن والقران ينزل يبيّن لنا أن هذا الصنف من الناس باقٍ إلى يوم القيامة إلى أن ينزل عيسى عليه السلام ويقتل الدجال, هؤلاء يتصفون بهذه الصفات, قال لنا الله هذه صفاتهم ومع ذلك سبحان الله تجد أننّا نُخالف هذا!

د. الشهري: (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ)

د. الخضيري: ضلال الناس يكون في العادة من جهتين ذُكرتا في سورة الفاتحة, الجهة الأولى أن يكون عند الناس علم لكنهم لا يعملون به, وهذه تتضح كثيرًا في اليهود, والثانية أن لا يكون عند الناس علم فهم يعملون بغير هدى, الآن نُلاحظ في هذه الآيات التركيز على هذا الجانب وهو جانب أن يكون عند الناس علم ولكنهم مع ذلك يغفلون عنه ولا يعملون به ولا يقومون به قياماً صحيحاً. كأنّ الآيات تريد منا أن نقول هذا هو العلم فاعملوا به وإياكم أن تزيغوا عنه أو تضلوا عنه فيكون لكم قدر ونصيب ممّا اتصف به أهل الكتاب

د. الشهري: في الآية الأولى وفي قوله (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا) فيها إشارة الآن عندما يُراد للمسلمين الآن أن يتصدوا لأعدائهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى ما أكثر ما يخرج من أبناء المسلمين من يقول أنتم لا تستطيعون محاربة هؤلاء! ما عندنا الإمكانيات، ما عندنا التقنيات, انظر كم عندهم رأس نووي وأنت كم عندك رأس نووي؟! , انظر كم عندهم طائرة أنت كم عندك طائرة؟! انظر عندهم إمكانيات في مجلس الأمن أنت ما عندك إمكانيات؟! , إذن ماذا نفعل؟! هل معناها أن ما دام عدوّي بهذه المثابة أن ألجأ إلى السلام خياراً استراتيجياً والمفاوضات,

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015