د. الشهري: قال (وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) دائماً اليهود من صفاتهم المترسخة في نفوسهم إلى اليوم وإلى الغد, مهما حاولت أن تعقد معهم معاهدات سلام بلا فائدة, قال: (وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) هم دائماً تتجدد هذه الإرادة في نفوسهم أن يُضلوا هذه الأمة (وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) بالشهوات فيكبّوا الشهوات بكثرة بشكل ما تتصوره, وبالشهوات وبكل ما من شأنه أن يُضلك عن الطريق. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني هذا الصراط المستقيم عندما خطّ خطّاً قال هذا سبيل الله, وخطّ خُطوطًا وهذه طرق الشيطان, أليس كذلك؟! فهم يريدون بكل وسيلة ممكنة أن يُضلوك عن هذا السبيل, ولذلك قال (وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) فالسبيل واحد, ما قال السُبُل، ليس هناك إلا هذا الطريق وهم ينظمون كل جهودهم ووسائل الإعلام والى آخره ويشترون كل هذا من أجل أن يضلّ المسلمون سبيل هذا القرآن

د. الخضيري: في هذا المعنى كما ذكرت في قوله: (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) فجعل سبيله واحدًا, وهو السبيل الذي عليه الأنبياء جميعاً سبيل التوحيد والطاعة والإيمان بالله. الحقيقة أنا أريد أن أُعلّق على قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ) الآن نُلاحظ من أبناء المسلمين أوتوا نصيباً من الكتاب يعلمون الحلال والحرام, يعرفون ما أوجب الله وما حرّم الله, ومع ذلك يقصدون قصداً إلى الضلالة فيبيعون فيها أموالهم ويشترونها اشتراء بالمال حقيقة يعني تعبيراً عن محبتهم لهذه الضلالة وعن رغبتهم فيها مع علمهم التامّ بأنّ هذا مما حرمّه الله عليهم، وهذا لا شك أنه مُطابق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه) بما تفسّر لي أن الشاب المسلم يذهب ويقطع تذكرة ويذهب إلى أحد البلاد لكي يُمارس أنواع الرذيلة؟! أليس هذا اشتراء للضلالة؟! وبحثًا عنها وتحرّياً لمواضعها وولوغاً فيها؟! , مع أنّك لو تسأله هل هذا من دينك؟! يقول ليس هو من ديني, هل هذا مما أحله الله لك؟! يقول أبداً ليس ممّا أحلّه الله لي, فما لذي يدعوك لمثل هذا؟! هل تأمن مكر الله لك وعقوبته العاجلة لك وأن يُختم لك بسوء كما خُتم لجماعات من أبناء المسلمين أنّهم قبضت أرواحهم وهم والعياذ بالله يُمارسون الرذيلة ويفعلون المحرِّم ويُعاقرون ما حرّم الله سبحانه وتعالى؟! نحن نقول انتبهوا يا إخواننا إيّاكم أن تشابهوا هؤلاء, لم يذكر الله هذه الصفة عن أهل الكتاب من اجل أن نتحدث عن خبر من أخبارهم وإنّما من أجل أن نحذر وأن لا نقع, الذي يشتري المجلات الفاسدة ويدخلها بيته أو القنوات الفضائية الهابطة ويدخلها بيته ويدفع مالاً مقابل اشتراكه في إحدى هذه القنوات التي تبث الرذيلة وتضلّ الناس وتزيغهم عن دينهم بل وتُلبّس عليهم أمرهم ألا يمكن أن يكون داخل دكتور مساعد؟!

د. الطيار: نعم سيدخل, لاحظ أن الفعل يشترون يريدون وكأنّ هذه الصفة متجددة معهم وهذا التجدد أيضاً دالّ على الاستمرار يعني ليس تجدداً منقطعاً بل تجدداً مستمراً, ثم كما ذكرتم دكتور عبد الرحمن سبحان الله هذه قضيه غريبة جدا لأنّك لمّا تتأمّل تجد أنّ صفات اليهود واحدة, اليهود الذين عاشُوا قبل الرسالة واليهود الذين عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم واليهود الذين عاشوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ويهود اليوم هم هم بنفس الصفات, ولهذا تتعجب بالفعل مع وضوح هذا الأمر في كتابنا إلا أنّا نجد كثيراً من المسلمين يهرولون إلى السلام هرولة, يهرولون إلى السلام مع أُناس لا يؤمنون بالسلام والسلام الذي يريده هو أن تستسلم له وليس أن تُسالمَه

د. الخضيري: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)

د. الطيار: فرق بين المسالمة وبين الاستسلام هم يريدون منّا الاستسلام وليس السلام, ولهذا ما هو العهد الذي وفّى به اليهود؟!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015