صح أو لا؟! فالله سبحانه وتعالى قال بكل بساطة ختم الآية فقال: (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا) رائعة جداً أليس كذلك؟! أنت إتخِذ الأسباب التي تستطيعها, لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وسوف تأتيك الولاية والنصرة والتأييد من الله سبحانه وتعالى وهذا مجرّب سبحان الله. لاحظ في تاريخ المسلمين الطويل لا تكاد تجد معركة من المعارك التي خاضها المسلمون في التاريخ كان المسلمون فيها أكثر عدداً من أعدائهم حتى معركة حُنين هل كانت معركة حُنين عندما كان عدد المسلمون 12 ألف هل كانوا أكثر من ثقيف ومن معهم؟! الله أعلم, ما ندري, لكنّهم صحيح أنهم أعجب المسلمون تلك المعركة بكثرتهم قال (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ) سبحان الله! أنا أقول قد تكون معركة حُنين عدد المسلمين كان أكثر, لكنّ فيما عداها عدد المسلمين في اليرموك وفي بدر وفي أُحُد وفي مؤتة وفي القادسية وفي ذات الصواري أقل من عدد أعدائهم ولكنهم كانوا أصحاب قلوب مؤمنة, وكانوا أصحاب ثبات, وكانوا أصحاب صلاة, نصرهم الله سبحانه وتعالى. حتى في حطّين التي انتصر فيها صلاح الدين, لمّا خرج صلاح الدين بخمسة عشر ألفًا فقط وكان بعض وزرائه يُعارضه في الخروج, فخرج مُغاضباً وقال من أراد أن يخرج معي فليخرج وإلا فليبقى, فعارضه أقرب الناس من وزرائه وخرج ونصره الله سبحانه وتعالى. حتى المعارك التي خاضها المسلمون في عصرنا الحاضر نصر الله المسلمين في معارك لا مقارنة بينهم وبين أعدائهم في العدة والعتاد

د. الخضيري: بل يا دكتور عبد الرحمن الأمة ذات الإرادة والعزيمة الصادقة تستطيع أن تُمرّغ أنف عدوها ولو كان أكثر منها عدداً وأعظم منها عُدّة. انظر مثلًا إلى حرب أمريكا في فيتنام أمة كافرة تقاتل أمة كافرة, لكن هؤلاء الفيتناميون كانوا أصحاب إرادة وتصميم وعزيمة صادقة في أن لا يتمكن الأميركان منهم, واستطاع الفيتناميون في أن يُمرّغوا أنوف الأمريكان وأن يخُرجوهم أذلاء صاغرين, الصوماليون أسوأ بكثير من إمكانات الفيتناميين لما نزلت أمريكا تريد أن تستولي على الصومال وأن تجعل الصومال تابعة ومستعمرة لها, استطاع الصوماليون في غضون أشهر أن يردّوا المستعمر الأمريكي ذليلاً صاغراً مع قدرته وقوته وجلبة السلاح الذي عنده, لكن الإرادة والتصميم هذا إذا كان ما في نصر من الله نفترض ذلك, كيف إذا كان المؤمنين معتزين بالله منتصرين وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيراً؟! نحن نقول الحقيقة الكلمة التي أشرت إليها نحن نُعد العدة التي نستطيعها ونقدر عليها ونتمكن منها ثم ندخل على عدونا مستعينين بالله لعلمنا بأنّ النصر من عنده وحده وأنّ الله إنما أمرنا بتلك العدّة من أجل اتخاذ الأسباب

د. الطيار: قال: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) وأعطانا الله سبحانه وتعالى صورة من صور تحريف الكلم عن مواضعه لما قال (وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ) تحريف الكلم عن مواضعه من اليهود, طبعاً قد يكون التحريف الكلم على وجهين: تحريف الكلم بذاته بما حصل منهم تحريف إسم محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب عندهم في التوراة فحرّفوه وجعلوا بدلاً منه أشياء يعرفونها هم فيما بينهم, وهناك تحريف الكلم بتحريف تأويله, يعني تفريغ الكلم عن مضمونه الأصلي وعن معناه الأساس, وهذا خطير جدًا

د. الخضيري: يعني التحريف يكون لفظياً ويكون معنوياً

د. الطيار: وابن عباس أشار إلى التحريف المعنوي وأنّ الذي وقع عند اليهود التحريف المعنوي

د. الخضيري: مع أنه ورد في الإشارة أنه التحريف اللفظي (وَقُولُواْ حِطَّةٌ) (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) تحريف لفظي

د. الشهري: تحريف لفظي نعم

د. الطيار: إذ هم مشهورون بهذين النوعين من التحريف, تحريف اللفظ وتحريف المعنى

د. الخضيري: وما وقع في هذه الأمة من التحريف يرجع إليهم وشابههم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015