د. الخضيري: فاقبلوا من الله عفوه. وسيأتينا في آيات التخفيف في الصلاة وغيرها ما يدل ويؤكدّ على هذا المعنى. مشاهدي الكرام يعني في الآية معاني كثيرة لم نتطرق لها ولكن نرجو أن نكون وضعنا الأمور في نصابها وبيّنا كثيراً مما ينبغي أن يستبينه الإنسان من معاني هذه الآية الكريمة. نستميحكم العذر ونستودعكم الله, وإلى لقاء آخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 23 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 عز وجلec 2010, 08:58 ص]ـ

الحلقة 23

تأملات في الآية (43) من سورة النساء

د. الخضيري: السلام عليكم رحمة الله وبركاته, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام لا زلنا في سورة النساء نقبس من أنوارها ونهتدي بهديها, ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها وبسائر كتابه العظيم, مشاهدي الكرام من هذا المكان الجميل استراحة الأستاذ ظافر بن حلبد في تنومه نقدم هذه الحلقة ومعي كلًا من الشيخ مساعد الطيار والشيخ عبد الرحمن الشهري ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأن نقدم لكم شيئًا مفيدًا ونافعًا. قبل أن ندخل في حلقتنا ونُلقي الضوء على الآيات في هذه الحلقة نُريد أن نستمع وإياكم إلى تلاوتها فإلى هناك:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الغائط أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43))

بعد أن استمعنا إلى هذا الآيات العظيمة العطرة الكريمة نحب الآن أن نُلقي الضوء عليها ومعي كل من فضيلة الشيخ مساعد والشيخ عبد الرحمن. يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ) دكتور عبد الرحمن حبّذا لو افتتحت الكلام حول هذه الآية

د. الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) هذه الآية الحقيقة فيها وقفات, من الوقفات فيها أن البعض يستدل بهذه الآية على أنّ تحريم الخمر ليس تحريماً تاماً, وإنّما تحريم في أوقات محددة, وقد لقيت أحد الذين يستدلون بها بهذه الطريقة ويقول: أليس القرآن الكريم يصح الاستدلال بكل آية فيه؟ قلت: نعم, لكن طبعاً للاستدلال منهج, لكن أعطني مثالًا, فقال: مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) هذا فيه إشارة أنّ هناك وقت يجوز فيه شرب الخمر, فأنا سأتجنب الأوقات التي يكون فيها وقت الصلاة وأشرب الخمر فيها, فقلت له لا بد أن تعرف ما يسمّى بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم, ماذا تقول في قول الله تعالى في سورة المائدة: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) فاجتنبوه هذه ماذا تفهم منها؟! قال: هذه صح, هذه تحريم, لكن أنا لن أستدل بهذه الآية! أنا أستدل بالآية التي في سورة النساء

د. الخضيري: هذا متبّع لهواه!

د. الشهري: قلت: لا، الآن عندنا شي في القرآن الكريم إسمه الناسخ والمنسوخ, الخمر لم يأتي تحريمها دفعة واحدة في الإسلام وإنما جاء الأمر في أول الإسلام بالإشارة إلى كراهتها كما في قوله سبحانه وتعالى في سورة النحل: (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) يُشير إلى (ومن الأعناب) فسكت عن وصف اتخاذها سكراً يعني خمراً ما وصفها بشيء, (تتخذون منها سكراً) ورزقاً حسناً وصف الرزق بالحُسن ولم يقل تتخذون منه سكراً حسناً, فهذه فَهِم منها العقلاء أنّها مذمومة الخمر

د. الخضيري: لأنّه وصف هناك بالرزق الحسن

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015