د. الخضيري: إلا الكفوف, لذلك في السرقة قال الله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا) فهذه قاعدة قرآنية أو مصطلح من مصطلحات القرآن في اليد, وإن كانت في الأصل تُطلق على الكف وتُطلق على كامل الذراع. إذن صفة المسح يا إخواني هو أن يضرب بيديه التراب ضربة واحدة ثم يمسح وجهه مسحاً تاماً ثم يمسح بيده اليسرى على يده اليمنى ثم بيده اليمنى على يده اليسرى، هذه الصفة الشرعية, هل يمسح إلى الذراع؟! ورد هذه عن بعض الصحابة, لكن الصحيح ما ثبت عن عمار بن ياسر وغيره من الصحابة وما دلّت عليه الآية من أنّ المسح يكون على الكفّ. والتيمّم أصلاً صفة تعبدية لا يراد منها أن يصل التراب إلى كل عضو من أعضاء الطهارة، هي صفة تعبدية لا يقصد منها النظافة يقصد بها التعبد.
د. الطيار: قائمة مقام الوضوء
د. الخضيري: قوله (بوجوهكم) الباء هنا يا مشايخ ما هي؟!
د. الطيار: باء الإلصاق يعني كأنّه يلصق الصعيد الذي بقي على يده واليد كما قال تعالى: (فامسحوا بوجوهكم)
د. الخضيري: ولذلك أنا أرى يا دكتور مساعد كنّا في الصغر يقولون لنا لمّا تضرب بيدك الأرض تفعل هكذا تمرّ بأصابعك ورأيت أنا عددًا من الناس يفعلون هذا وهذا غير صحيح, الصحيح أنّك تأتي بكفك وتمسح بها وجهك كأنّك يعني تغسلها يعني ثم تمسح بيدك هذه على يدك هذه وبيدك هذه على يدك هذه, هذه هي الصفة الشرعية.
د. الشهري: ثمّ ختم الآية بختام مناسب لهذا الفعل قال (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) أليس فيه إشارة هنا إلى أنّ التيمّم فيه نوعٌ من التجوز والعفو أليس كذلك؟!
د. الطيار: لم لا تربطها من أول الآية؟ (لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) ولا تقربوا أماكن الصلاة وأنتم جنبًا
د. الخضيري: يعني فإن فعلتم ذلك فإنّ الله عفو
د. الطيار: لأنه قد يحصل تقصير في هذا الجانب فلو حصل من تقصير فإنّ الله كان عفواً غفوراً
د. الخضيري: أليس أحد الاسمين يغني عن الآخر؟! إذا عفا عنك فهو قد غفر لك أو إذا غفر لك فقد عفا عنك
د. الطيار: لكن هذا أكمل
د. الشهري: في باب العفو وفي باب المغفرة فإنّه من البلاغة ذكر أكثر من صفة من صفات فتح باب الرجاء (عفوٌ حليم) (غفورٌ حليم) (عفوٌ غفور)
د. الطيار: وهذا أقوى، لكن العجيب أنّ "عفا" لمّا يقال عفت الشمس أو عفت الريح آثار الديار بمعنى أزالتها
د. الشهري: أزاحتها وأزالتها
د. الطيار: فالعفو إزالة والمغفرة ستر
د. الخضيري: هذا واحد, لكن أيضاً ممكن يُقال والله اعلم أنّهما إذا اجتمعا أنّ العفو لترك الواجب والغفر لفعل المحرّم, ولكن هذا يحتاج إلى دليل أليس كذلك؟!
د. الشهري: يعني هذه كما تقول من استنباطات المتأخرين وإلاّ فالقدماء من السلف كانوا لا يتوقفون عند مثل هذه الأشياء ويعتبرونها ظاهرة أم لا يا دكتور؟ عفواً غفوراً يبدو لي والله اعلم أنّ المسالة دايماً في القرآن الكريم عندما يأتي باب المغفرة وباب العفو فإنّ الله يذكر أسماءه وصفاته التي تدلّ على فتح باب المغفرة. يعني الآن الذي يتيمّم قد يدخل في يعني واقع بعض الناس اليوم بعضهم لا يستطيع أن يقف في الصلاة إلاّ بصعوبة وبمشقة فهذا مأذون له أن يُصلي جالساً أليس كذلك؟! ولكنّه لا يقبل ذلك ويرى أنّ صلاته ناقصة مع أنّ الله قد رخص له في ذلك, لأنّه يجد في نفسه مشقة أن يتقبل هذه الرخصة, كذلك بعض الناس وقد صحبت بعض الناس في السفر فتجد أنّه لا يتيمّم ويرضى بأن يذهب وينتظر مسافات طويلة حتى يجد الماء فإذا وجد الماء صلّى فقلت: يا أخي يمكن أن تتيمّم يا أخي, الله ذكر ذلك: (فلم تجدوا ماء) أنت ليس مطلوبًا منك إذا حلّ وقت الصلاة ولم تجد ماءً أن تذهب وتستنبط الماء وتحفر لك بئر حتى تُصلّي العصر! بعضهم يصنع ذلك فيذهب مسافات ويخرج عن الطريق ويُحرج رفقاء سفره من أجل أن يغتسل بالماء. فالله سبحانه وتعالى أراد أن يذهب هذا الحرج عن نفوس هؤلاء أنك تيمّم وأنّ الله قد فتح هذا الباب وهو باب التيمم عفواً منه سبحانه وتعالى
¥