د. الخضيري: هذه الحنابلة يذكرونها يستدلون بقوله: (فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ منه) الذي في سورة المائدة لكن في هذه السورة ما ذكر "منه "

د. الشهري: (فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا)

د. الخضيري: فنقول: إن ما أشرت إليه في "تيمموا" لعلّ ذكر التيمّم أنّ الإنسان عندما يفعل ذلك يقصد، أي لا يفعل هكذا ويكتفي ممكن الإنسان يلمس التراب ويتعفّر به لكنّه لا يقصد ذلك، نقول لا بد من القصد فيه

د. الشهري: أن يكون للتطهر بنية الطهارة

د. الخضيري: العجيب بل من أعجب ما مرّ بي أني قابلت الدكتور جعفر شيخ إدريس فقال أني كنت في جزر الكاريبي التي في ..

د. الشهري: في أمريكا الشمالية

د. الخضيري: هي في أمريكا الشمالية؟! لا ما هي التي في شمال أوروبا؟

د. الشهري: الاسكندينافية قصدك؟!

د. الخضيري: لا، المهم إنهم كانوا في تلك لإلقاء محاضرات فقابلت امرأة قيل لي إنها أسلمت فسألتها ما سبب إسلامها؟! فقالت إني كنت أشاهد فيلماً عربياً وكان في أثناء هذا الفيلم هؤلاء الناس كانوا راكبين جِمال فحضر وقت عبادتهم فنزلوا وضربوا بأيديهم الأرض ومسحوا بوجوههم ثم استقبلوا جهة معينة ثم صلّوا فقلت: لماذا فعلوا هذا؟! قالوا: هؤلاء لا يدخلون الصلاة ولا يستحلونها إلا بعمل, يتطهرون بالماء فإن لم يجدوا الماء فإنهم يفعلون هذا الفعل, قالت: فسألت عن هذا الدين حتى دخلت فيه. فأنا كنت أقول سبحان الله التيمّم فيما يظهر لنا نحن أنّه شيء من التلويث يعني الإنسان يلوث نفسه بالتراب لكن انظر الحكمة العظيمة كان سبباً ملفتاً لانتباه هذه المرأة حتى كان قادها إلى الإسلام, تقول هذا دين عظيم يعني يجعل العبادات لها مقدمات ومداخل وليست المسألة فوضوية, بل منظمة مرتبة حتى لمن لم يجد الماء الذي يتطّهر به هناك بدائل أخرى توضع له والله أعلم

د. الشهري: ومع أنّه كما تفضلت ظاهرها أنّك تُلوث يدك بالغبار! لكن أتصور لو بُحث عن الحكمة لوُجد هناك حكم تخفى علينا في عملية التيمّم, ولذلك علي بن أبي طالب قال: "لو كان الدين بالعقل لكان باطن الخُفّ أولى بالمسح من ظاهره, لكن الدين بالتعبد والاستجابة"

د. الطيار: الطيب في قوله (صعيداً طيباً) المراد به هنا الطاهر

د. الخضيري: نعم، طاهراً غير نجس وأيضاً غير مغصوب يعني غير محرّم, وهذه لا بد أن نُراعيها حتى في أمور أخرى مثل الطعام الطيب يُراد به أن لا يكون نجسًا وأن يكون أيضًا من حلال

د. الطيار: لأنّه لمّا تلاحظ صعيداً طيباً يعني قد يتصور العقل أنّه لم يقل صعيداً طاهراً لأن المراد هو الطهارة فيدخل فيها

د. الشهري: الطيب يدخل فيه الطاهر

د. الطيار: نعم، الطيب والطاهر في ذاته

د. الخضيري: من الأشياء التي أريد حقيقة لو نطرحها على بعض الباحثين لو يشاركوننا الطيب في القرآن ما هو؟! (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وعندنا ورد (فانكحوا ما طاب لكم من النساء)

د. الشهري: (وهدوا إلى الطيب من القول) (كلوا من الطيبات)

د. الخضيري: فما هي الطيبات؟ حقيقتها؟ معناها؟ مواردها في القرآن؟!

د. الشهري: قطعاً كُتب فيه, هذا من الموضوعات الظاهرة لا يتركونه الباحثين. (فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) هذا يشير إلى صفة المسح أليس كذلك؟!

د. الخضيري: بدأ بالوجه لأنّه مقدّم حتى في سنن الوضوء يغسل الإنسان وجهه ثم يديه إلى المرفقين, لكن هنا اليدين في القرآن إذا أُطلقت فإنما المراد بها الكفّان, وإذا أريد باليدين ما سوى ذلك يراد

د. الطيار: المرفقين

د. الخضيري: لا آسف فإذا أريد ما سوى ذلك فإنه يُقيّد, كما قال الله عز وجل في آية الوضوء

د. الشهري: (وأيديكم إلى المرافق)

د. الخضيري: (فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)

د. الشهري: لو سكت لما كانت إلا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015