د. عبد الرحمن: ما هو موضوع سورة الروم؟
د. مساعد: أنا اطلعت على بعض من تكلم في موضوع سورة الروم فوجدت أنه نوع من النقل في كتاب التفسير الموضوعي الذي صدر عن جامعة الشارقة، نوع من النقل الباهت لما تكلم به بعض المعاصرين وليس هناك تحديد دقيق والمسالة مسألة اجتهاد. ألاحظ أن الله سبحانه وتعالى عقّب قصة الروم لما قال سبحانه وتعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)) كأني ألحظ أن هذه الآية هي مقصد السورة ولعله يدل عليه ما نسميه برد العجز على الصدر وفي آخر آية من السورة قال (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) كأن موضوع السورة وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين مثل ما نصرهم، لأن الكلام عن النصر. المساقات التي بين هذه الايات نلاحظ أنها مساقات منبهة على هذا الوعد من أطراف متعددة خصوصًا أنها ركزت على جانب من جوانب اليوم الآخر، الجوانب المرتبطة باليوم الآخر ليست بعيدة عن قضية النصر وانتصار المؤمنين بل هي نهايتهم ومآلهم إلى هذه المآلات (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)) مآلات هؤلاء المنتصرين في نهاية الأمر. الحديث عن يوم القيامة وتكاثره في السورة لا يعني أنه ليس له علاقة بالوعد الحديث عن الكفار وعن السير في الأرض وعن بعض أوصافهم تنبيه على أن هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا فائزين بوعد الله سبحانه وتعالى فالذين هم أحق بوعد الله سبحانه وتعالى هم أتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم
د. عبد الرحمن: ولاحظ تكررت في السورة قوله (ويوم) وذكر العاقبة في إشارة إلى الوعد الأخروي وقد يكون هذا وعد دنيوي وأخروي في السورة وعد بالنصر والتمكين للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
د. مساعد: لاحظ قوله (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)) تلاحظ القضايا مرتبطة بقضية النصر والتمكين هؤلاء الآن عاقبة الذين كفروا وكانوا مشركين ما هي؟ لأنهم خالفوا أوامر الله سبحانه وتعالى ما كانوا من أهل الوعد الحق. فكأنه ينبّه على أن لا تكونوا بأوصاف هؤلاء المشركين لكن ماذا تفعلون (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ (43)) وآيات أخرى كلها تدخل في هذا المجال. ومن لطائف الآيات التي ذكرتها قبل قليل (الله) تجد كثيرًا من المقاطع تبدأ بـ (الله) وهذه أشار إليها –من أجل الأخ محمد نصيف في ملتقى أهل التفسير – أشار إليها سعيد حوّى
د. عبد الرحمن: لا زال حديثنا متصلا حول سورة الروم. وقد وقف بنا الحديث عند ذكرك لما ذكره سعيد حوّى في كتابه الأساس وأنا رأيت ما كتبه الأخ محمد نصيف في الملتقى يقول لما أنتم تذكرون كتب عبد الحميد طهماز له كتب قيمة ولا تذكرون "الأساس" وأنا أعتذر له أنا شخصيًا وأنا ليس عندي كتاب الأساس ذهبت لأشتريه منذ سنوات فقال لي البائع 600 ريال قلت ما عندي إلا مائتين وتركته وما وجدته بعد ذلك ولكن إن شاء الله بعد توصيته هذه سأحرص على اقتنائه.
د. مساعد: أنا عندي في المكتبة ليس هو فقط لكن الواحد ينسى
د. عبد الرحمن: لعلنا إن شاء الله بعد الحديث نعرّف ببعض الكتب
د. مساعد: أنت جئت بهذه الفكرة في آخر حلقة في الزمن الأخير لكن لا بأس، هناك كتب أخرى. سعيد حوى رحمه الله تعالى من "الكلمة في سورة الروم ومحورها" يجعل دائمًا هذه العبارة "كلمة في سورة كذا ومحورها" فكرته أنه يرى أن سورة البقرة أصل وأن السور الأخرى شارحة لها. يقول قلنا إن محور السور الأربعة العنكبوت والروم ولقمان والسجدة هو مقدمة سورة البقرة وقلنا إن كلّا من هذه السور تفصّل في المقدمة تفصيلا يكمل بعضه بعضًا وقلنا أن سورة العنكبوت فصّلت موضوع الإيمان بالغيب وآثاره وموضوع الإيمان بالكتاب ولم تتوسع في موضوع الإيمان باليوم الآخر وهاهنا نلاحظ أن السياق الرئيسي لسورة الروم يكاد يكون منصبّا على موضوع اليوم الآخر وجاء بمجموعة من الآيات. ومن آخر ما ذكر من الملاحظ اللطيفة يقول ولاحظ هذه الملاحظة أن الآيات التي وصفت
¥