محمدًا صلى الله عليه وسلم أخذ هذه من كتابكم وماذا عن الإخبارات الأخرى؟! مثل هذه (غُلِبَتِ الرُّومُ)؟! وغيرها من الإخبارات الغيبية؟! تحس أنهم هم انتقائيون جدًا والمراد زرع الشبهة أو الرد بنوع من الكراهة على هؤلاء المسلمين فقط وليس بحثًا علميًا مؤصلًا. الإعجاز الغيبي في القرآن واضح وضوحًا تامًا وهناك إعجازات غيبية وقعت مثل هذه الآية وهناك إعجازات غيبية للمستقبل لم تقع بعد مثل الدابة (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) النمل) إذن هناك أنواع من الإعجازات وإعجازات مستمرة، غيبي ومستمر مثل التحدي بالقرآن ومثل (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (7) الجمعة)

د. عبد الرحمن: وخاصة في قوله (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) فهذا تحد غيبي مطلق ومستمر

د. مساعد: وكأن هذا الخبر الغيبي غيبي وقع وانتهى. فالاخبارات بالغيب متنوعة منها ما هو إخبار بغيب ومستمر

د. عبد الرحمن: وإخبار بغيب قد مضى ولم يعرفه أحد من المعاصرين

د. مساعد: هذا الذي كان بعض النصارى يتكلمون عنه في أخبار لوط وموسى وإبراهيم ويعقوب عليهم السلام.

د. عبد الرحمن: هل تريد أن تذكر كلام الخطابي؟

د. مساعد: قبل أن أذكر كلام الخطابي "ثلاث رسائل في الإعجاز القرآني للرماني والكرماني وعبد القاهر الجرجاني"

د. عبد الرحمن: هذه رسالة في إعجاز القرآن للإمام الخطابي فيها كلام جميل عن الإعجاز الغيبي

د. مساعد: فيه كلام جميل عن الإعجاز ولا أخصص منطق الإعجاز الغيبي. وفي نظري أنه ما زال علم الإعجاز يحتاج إلى بحث أكثر تأصيلًا نعم موجود رسائل كثيرة وبحوث كثيرة لكن الغالب عليها طابع تقليدي اشبه ما يكون بتناسق وتناقل ليس هناك إبداعات حتى ولو في الجانب التاريخي أو جانب النقد لبعض أفكار الإعجاز والقضايا المرتبطة بالإعجاز. رسالة الخطابي رحمه الله رسالة متينة جدا وأنصح بقراءتها وأنصح أن يكون بين طلاب علوم القرآن مدارسة تاريخية لكتب إعجاز القرآن

د. عبد الرحمن: متقدمة

د. مساعد: طبعًا متقدمة

د. عبد الرحمن: لأن الخطابي متوفى سنة 388 هـ

د. مساعد: يقول الخطابي "وزعمت طائفة أن إعجازه إنما هو فيما تضمنه من الإخبار عن القرائن في مستقبل الزمان نحو قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ) وكقوله (قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ (16) الفتح) ونحوهما من الأخبار التي صدّقت أقوالها مواقعها قلت ولا يُشَكّ بأن هذا وما أشبهه من أخباره نوع من أنواع إعجازه ولكنه ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن وأنا أقول هذا ضابط مهم يجب أن ينتبه إليه كل من يتكلم في إعجاز القرآن ويجب أن يفرّق بين ما تُحدي به وما هو من أنواع الإعجاز الأخرى، فإذن كان يريد أن ينبه أن هذا النوع أنا لا أقول ليس معجز هو معجز لكنه ليس هو النوع الذي تُحدي به. ما هو الضابط؟ ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن. وقد جعل الله سبحانه وتعالى في صفة كل سورة أن تكون معجزة بنفسها لا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثلها فقال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة) من غير تعيين فدلّ على أن المعنيّ فيه غير ما ذهبوا إليه. كلام دقيق جدًا

د. عبد الرحمن: يقول أن الاعجاز الذي وقع التحدي به ينبغي أن يكون موجودًا في كل سورة، هذا الضابط. الإعجاز الغيبي غير موجود في كل سورة، إذن صحيح هو نوع من الإعجاز لكن ليس هو الإعجاز الذي تحدى الله به

د. مساعد: قديمًا عندما كنت أقرأ في الإعجاز كنت أتعب وما استطعت أن أعرف مشكلة الإعجاز لما تبيت لي هذه المسألة بالذات وضحت وأزالت كثيرًا من المشكلات فأقول كيف كانت العرب تطالب بأن تأتي بمثل هذه الأمور؟ ما الذي كانت تطالب به العرب على وجه التحديد؟ الذي تطالب به شيء وتحديت به وكون القرآن فيه هذه القضايا المعجزة شيء آخر.

موضوع سورة الروم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015