المتقين في سورة البقرة قالت في جملة ما قالت (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) البقرة) وهذه آخر آية في سورة الروم (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) لاحظ ورود (يوقنون) في المكانين، فالسورة تكمل سورة العنكبوت وتفصل بشكل أخص من مقدمة سورة البقرة ما لم تتوسع في سورة العنكبوت في تفصيلها لهذه المقدمة. وقال من الملاحظ هنا أن هناك شبهًا آخر بينها وبين سورة يونس وبدأ يذكر بعض المشابهات وعلاقتها بسورة العنكبوت إلى أن قال إن من عجائب القرآن ما ورد في بداية سورة الروم فإن فيها وعدًا أن ينصر الله الروم على الفرس وهو وعد قد تحقق بعد نزول السورة بفترة وقد دلّ الله عز وجل على وقوعه وعدّ هذا بوقوع وعد في اليوم الآخر ثم سارت للتدليل على اليوم الآخر ومن ثم نجد في بداية السورة (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) هاتين الآيتين بحاجة إلى وقفة خاصة مع ما يقع اليوم من الانبهار بالدنيا وزخارفها وانبهار بالحضارة هذه الآية نبراس للمؤمن أن يتأملها وجديرة بأن يقف عندها (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) نفى العلم عنه ولكنه أثبت لهم علم آخر، لا يعلمون العلم الحقيقي الذي يدلهم على الله وعلى ما في اليوم الآخر قال (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إلى آخر ما ذكر. وقال وتختتم السورة بقوله (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) قال ومن عرف هذه النقطة فقد أدرك السياق الرئيسي لسورة الروم.

د. عبد الرحمن: إذن هو يرى أنها عن الآخرة، عن اليوم الآخر وهو الوعد الأخروي

د. مساعد: نعم الوعد. ثم طريقته أنه يقسّم إلى مقاطع، هو قسّم إلى أربع مقاطع المقدمة ومقدمة السورة قسمها أيضًا إلى مجموعتين.

د. عبد الرحمن: يبدو أن هذا منهج من يكتب في التفسير الموضوعي

د. مساعد: في الغالب ولكن هذا له طريقته ومنهجه

د. عبد الرحمن: من خلال قراءتي في الكتاب الذي سبق أن أعلنا عنه في الحلقات وفي ملتقى أهل التفسير موسوعة التفسير الموضوعي الذي صدر عن جامعة الشارقة بإشراف شيخنا الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله، ملاحظتي الشخصية ولا أدري إن كان ظهر لك هذا أم لا أنه لم يكن هناك في كل معالجة للسورة أنا أعرف أن كل واحد من الباحثين أخذ سورة ولكن بعضهم ما استطاع أن يضع يده على موضوع السورة بدقة وتجد أن هناك نوع من الضبابية واضحة معظم السور المكية تتحدث عن العقائد، صحيح، لكن هناك موضوعات أدق من هذا كان الأولى بالباحثين أن يضعوها كعنوان للسورة لكن يظهر لي أن الحديث في التفسير الموضوعي أو في مقاصد السور يحتاج إلى تدبر وتدبر وتدبر وتكرار وتأمل حتى ينكشف لك هذا ثم تبني عليه ولذلك كان الشيخ عبد الحميد فراهي يحسن التقاط المقصد الرئيسي ثم يعمل على بيانه وحتى كتاب معارج التفكر ودقائق التدبر كتاب قيم لا أنكر أن فيه فوائد كثيرة جدًا للدكتور عبد الرحمن حبنكة لكن نلاحظ نفس الإشكالية ولكنه ما تناول إلا السور في العهد المكي وكان يرتبها حسب ترتيب النزول وهذا من نوادر الكتب التي صُنّفت على حسب ترتيب النزول انتهى فيها من السور التي نزلت في العهد المكي لكن نفس المشكلة عندما يأتي ويتحدث عن موضوع السورة نلاحظ نفس القضية في كتاب التفسير الموضوعي

د. مساعد: هذه المشكلة بحاجة إلى إعادة نظر. كتاب موسوعة التفسير الموضوعي في بعض الأحيان تلاحظ أن الجديد فيه تقسيم السور إلى مقاطع والباقي ليس فيه جديد كأنك تقرأ في كتاب تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري المعنى الإجمالي والفوائد

د. عبد الرحمن: وهذا يحتاج إلى تنبيه الإخوة الباحثين التفسير الموضوعي ليس سهلًا ويحتاج إلى عمق علمي

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015