وأيضًا في مناسبة التأمين أنه لما كان الدعاء وهو خاتمة الفاتحة ناسب أن يختمه بالتأمين ليكون الختم على الكتاب أو اطبع على الصحيفة لما كان هذا الدعاء أعظم دعاء في الفاتحة ناسب أن يختمه باتأمين كأنه خاتم عليه كالطبع على الكتاب أو على الصحيفة وفي هذا معنى يفيد التأكيد على الدعاء وصدق الطلب في اظهار الحاجة فيه لله عز وجل ولهذا قال من وافق تأمينه تأمين الملائكة لماذا؟ ليهتم الإنسان في استحضاره فإذا كانت الملائكة تؤمن مع الإمام فكان الأولى بالمأموم أن يأمن مستحضرًا هذا الدعاء العظيم ليدخل فيه الموافقة والاستجابة هنا سؤال مهم جدًا نختم به وهو وجه تحقيق الفاتحة لكمال الإنسان هذه الفاتحة كما قال ابن القيم من حققها حقق كمال البشرية وأتم سعادته وقضى حاجاته نقول أيها الأحبة أنه لما كانت الفاتحة مبنية على معاني الكمال والشمول كمال لله عز وجل واختصاصه بالعبادة وكان نصفها الأول مبينًا على اثبات استحقاق الله تعالى واختصاصه تعالى بالكمال المطلق لزم اشتمالها على مايحقق للعبد من كمال بشري أقول أيها الإخوة مسألة وجه تحقيق الفاتحة لكمال الإنسان وقضاء حاجاته يقول ابن القيم رحمه الله الملهم المبدع في تأمل كتاب الله عزوجل وأهديكم وأرشدكم كتاب من أعظم الكتب التى جمعت تأملاته وهو كتاب بدائع التفسير هذا الكتاب جمع تأملات ابن القيم فأوصيكم بقراءته والرجوع إليه في مثل هذه التأملات يقول: (لما كانت الفاتحة مبنية على معاني كمال والشمول وكان نصفها الأول مبنيًا على اثبات الاستحقاق لله واختصاصه للكمال المطلق لزم اشتماله على مايحقق للعبد من الكمال البشري وأن تكون مشتملة على قضاء حاجاته كلها ونيل سعاداته في الدنيا والآخرة وهذا ظاهر بما حققته من المعاني والوجوه التى تضمنتها السورة بما يغني عن إعادتها) وقال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية مؤكدًا ذلك بل قبله في ذلك قال: (معاني الفاتحة فيها الحوائج الأصلية التى لابد للعبد منها) وبين أن الدعاء الذي تضمنته الفاتحة وهو قوله قوله هنا الصراط المستقيم يجمع مصالح الدين و الدنيا والآخرة والعبد دائمًا محتاج إليه لايقوم غيره مقامه فلو حصل له أجر تسعة أعشار القرآن دعى ثلثله ولم يحصل له مقصود هذا الدعاء لم يقم مقامه ولم يسد مسده وقال ابن القيم رحمه الله في كلام نفيس طويل أذكر فاتحته وأحيلكم إليه في كتا الفوائد قال: (فكمال الإنسان وسعادته لاتتم إلا بمجموع هذه الأمور وقد تضمنتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل تضمن) فانظروا يا رعاكم الله إلى هذه السورة وحققوها في قلوبكم وفي حياتكم لتحوزوا بها بإذن الله على وجوه الكمال البشري في الدين والدنيا والآخرة أسأل ربي عزوجل أن يحقق لنا كمال العبودية له سبحانه وتعالى بهذه الفاتحة وأن يرزقنا فهم كتابه وأن يجعلنا ممن هداه الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وأن يجعلنا جميعًا من الفائزين المفلحين في الدنيا وفي الآخرة.

هذا بالنسبة لدرسنا هذا والحقيقة أيها الإخوة كان من المرتب أن ننتهي من الفاتحة وأول البقرة وجهين أو ثلاثة لكني مارأيت أن أختصر هذه السورة بعجالة فو الله إن هذه السورة بعظمتها التي هي أعظم سورة تحتاج منا ووالله أيها الإخوة ثم والله وأنا في بيته لا أظنني ولا أظننا ذكرنا وبينا إلا شيئًا يسيرًا من فتوحات هذه السورة وعظائمها ومعانيها وهدايتها وهي كما قال علي رضي الله عنه لو شئت لأوقرت لكم سبعين بعيرًا من معانيها لكننا ينبغي ونحن نقرؤها في الصلاة أن نستشعر هذه المعاني وخلاصة الأمر أن نستشعر أن هذه السورة فيها كمال العبودية والله أيها الأخ الكريم حينما تقرؤها في كل صلاة تجدد العبودية لله عز وجل تستحضر ذلك والله إنك ترتقي بهذه العبودية لله لكن استحضر لا تنسى ذلك ولا ينسيك الشيطان فإن الشيطان لك بالمرصاد إياك إياك أن تغفل في صلاتك خاصة في الفاتحة عن استحضار معناها العظيم في تحقيق العبودية لله عز وجل فإننا ما نريد والله إلا تحقيق عبودية الله نسأل الله التوفيق لنا ولكم والتحقيق للعبودية التامة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الإجابة على أسئلة الحضور:

إذا كان هناك سؤال بقي خمس دقائق ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015