لأن قوله والله أعلم صراط الذين أنعمت عليهم فيه تشويق للنفس أن هؤلاء منعم عليهم فهنا كل قارىء متدبر يقول من هم الذين أنعم الله عليهم أريد أن أكون منهم أريد أن أتصف بصفاتهم سأكون ممن أنعم الله عليهم فهنا سر التعبير بقوله (أنعمت عليهم) ولم يقل صراط المؤمنين فيه تشويق وهذا منهج قرآني عظيم يمكن أن نأخذ منه منهجًا تربويًا في أسلوبنا أننا نشوق للشيء بالعبير عنه بما يشوق السامع ويدفعه ويرغبه ولله تعالى المثل الأعلى في هدايته وتوجيهه فالمراد بالنعمة هنا كمال الهداية للدين وكمال التفضيل في الدنيا والآخرة وكمال الجزاء يعني أنعمت عليهم بالهداية بالدين وأنعمت عليهم بالتفضيل بالدين في الدنيا والآخرة وأنعمت عليهم أو في آية أخرى وإنما جعله مباشرة في هذه السورة فقال هو (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7}) فتأملوا معي فقولك صراط الذين أنعمت عليهم هذا تعريف بالصراط وقولك أنعمت عليهم المراد بالنعمة هنا كمال الهداية للدين الباعث على كمال التفضيل في الدنيا وهذا هو المتوافق مع مقصد السورة كما ذكرت وهو الأنسب لكمال الطلب وهنا سر.

لماذا قال (صراط الذين أنعمت عليهم) ولم يقل صراط المؤمنين؟ أو صراط الأنبياء والمرسلين؟

لأن قوله والله أعلم ـ (صراط الذين أنعمت عليهم) فيه فيه تشويق للنفس أن هؤلاء منعم عليهم فهنا كل قارىء متدبر يقول أريد أن أكون منهم أريد أن أتصف بصفاتهم حتى أكون فهنا سر التعبير بقولهم أنعمت عليهم ولم يقل صراط المؤمنين فيه تشويق وهذا منهج قرآني عظيم يمكن أن نأخذ منه منهجًا تربويًا في أسلوبنا أننا نشوق الشيء بالتعبير عنه بما يشوق السامع ويدفعه ويرغبه ولله تعالى المثل الأعلى في هدايته وتوجيهه.

فالمراد بالنعمة هنا كمال الهداية للدين وكمال التفضيل في الدنيا والآخرة وكمال الجزاء في الآخرة يعني أنعمت عليهم بكمال التفضيل في الدين وأنعمت عليهم كمال التفضيل في الدنيا والآخرة وأنعمت عليهم بكمال الجزاء فانظر كيف اشتمل قوله (أنعمت عليهم) ثلاثة أمور:

كمال الهداية وكمال التفضيل في الدنيا والآخرة وكمال الجزاء في الآخرة في جنته ورضوانه فما أعظم هذا المعنى العظيم فتأمله.

وفسر المفسرون معاني (الذين أنعمت علهم) وبينوه بمعاني كثيرة قيل هم المؤمنون وقيل هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم لكن فسرها الله بآية في كتابه في قوله (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} النساء69يتبين لك بهذه الآية أن المنعم عليهم من هم؟

كُمّل الخلق الصديقين والشهداء والصالحين وهؤلاء أعظم الخلق ولذلك قال الله (وحسن أولئك رفيقًا) فأنت وهذا معنى لطيف أرجو أن تستشعره حين تقول (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6}) صراط الذين أنعمت عليه تتطلع نفسك إلى أن يهبك الله منزلة رفيعة مع هؤلاء مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فحين يكون هذا هو همك لاشك أنك تسعى إلى أن تحقق عبودية الله على أكمل وجه وكما قلنا أن الفاتحة في كمال العبودية جاء هنا بالجزاء على أكمل وجه يطلبه كل أحد.

وتأملوا أنه قال (أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) ولم يقل (أُنعم عليهم) قال (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7}) ولم يقل (غضبت عليهم) لماذا؟

ما لفرق بين قولنا (أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) وقولنا (أنعم عليهم) لأن قولك (أنعمت) فيه إضافة النعمة إلى الله عز وجل وهو أشرف وأكرم وأفضل وأكرم فأنت هنا تقول يارب أدخلني مع من أكرمتهم وشرفتهم وأنعمت عليهم وتصوروا أيها الأحبة كلمة أنعمت هنا فيها نعيم أنعمت يعني تنعموا وبماذا تنعموا ظ بكل شيء حتى في أمور دنياهم هم أنعم الناس فأولى ما يكون ي نعيمهم نعيمهم مع الله فهم حين عبدوا الله وتقربوا إليه كانوا من النعيم مالا يمكن لأهل الدنيا وهم أيضًا كانوا في حياتهم الدنيا في أسن حال وأكمل نعيم الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) مريم96 هذه تدخل فيها لكن في آيات أخرى لا أستحضرها الآن تدل على أن المؤمنين هم أكثر

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015