والله أعلم –في الدنيا كما يفيد سياق الآيات, لأنه قال {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} لكن ابن عباس رضي الله عنه أراد أن يربي هذا الرجل (هما يومان ذكرهما الله). " وجاء طلق ابن حبيب إلى جندب بن عبد الله فسأله عن آية من القرآن فقال:أحرج عليك أن كنت مسلمًا لما قمت عني أو قال أن تجالسني وهذا محمول على الورع .. وسعيد بن المسيب كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال إنّا لا نقول في القرآن شيئًا .. وكان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن .. وسأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن فقال لا تسألني عن القرآن وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء يعرّض بمن؟ بعكرمة .. ويقول " كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع .. وقال بعضهم:لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن عبد الله والقاسم .... إلى آخره "إلى غيره من الأشياء التي ذكرها .. " كان أصحابنا " كما قال إبراهيم:" يتقون التفسير ويهابونه .. وقال الشعبي: والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله .. وعن مسروق قال: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله .. "
لما نسمع هذه الأقوال عن السلف .. نستطيع أن نفسر القرآن؟ بل نلغي الدورة هذه!
كيف نفسر القرآن؟ السلف ـ رحمهم الله ـ الذين هم أدرى الناس يرهبون؟ رحم الله شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ والله أن هذه الكلمات الثلاث أصل من أروع ما في المقدمة , وكلها رائعة.
يقول شيخ الإسلام:" فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به. " الله أكبر شوفوا الفهم! بما لا علم، محمولة، يعني لا يمكن تأخذ هذا القول على إطلاقه ولا تتكلم في التفسير ولا تقرأ في التفسير ولا تسأل عن التفسير، وتترك التفسير .. يقول شيخ الإسلامأبدًا هذا كله محمول -وهو العارف بأقوال السلف عارف بالتفسير -فأما من تكلم بمايعلم من ذلك (بالتفسير) لغةوشرعاً فلا حرج عليه) فتوى شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـولذلك كثير من الناس أعرضوا لما يسمعون هذه الأشياء. ويدلل شيخ الإسلام على هذه الفتوى بقوله:" ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير" يعني هذا الذي يحذر من التفسير سعيد بن المسيب مروياته في التفسير كثيرة، شعبة كثيرة .. يقول: " ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه" .. المشكلة أن تتكلم بما لا تعلم، ليست المشكلة أن تتكلم بما تعلم المشكلة أن تتكلم بما لا تعلم .. يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وهذه درة من درره: "وهذا هو الواجب على كل أحدفإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به يجب القول فيما سئل عنه مما يعلم " .. كيف تقول والله أتحرج وأنت تعرف تفسير الآية ولا تفسرها ولا تقولها للناس ولا تقول لهم الوجه الصحيح؟ يقول:" فكما يجب السكوت في حال الجهل، يجب الكلام في حال العلم عند السؤال لقوله تعالى {َتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} ولما جاء في الحديث المروي من طرق (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) ولذا اشترط العلماء للتفسير بالرأي خمسة شروط:
الأول:ألا يخالف التفسير بالمأثور مخالفة تضاد ..
الثاني: أن يتفق مع سياق الآية وهو الجو العام التي وضعت فيه، كما يتفق مع سباقها ولحاقها ..
الثالث: ألا يتنافى مع دلالة الألفاظ من حيث اللغة لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين. الصوفية لما قالوا: الرقص جائز، قلنا وأيش دليلكم يا صوفية - عندهم الرقص جائز-؟ قالوا إن الله عز وجل قال {{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} (37) هذا الدليل!! هل هذا يدل عليه اللغة؟ .. هل الرقص بمعنى الركض. الركض لما تقوله: واحد ركض وإلا رقص؟ يختلف اللفظ يعني فتفسير القرآن بالهوى بما لا تدل عليه اللغة هذا خطأ وليس تفسيرًا برأي محمود.
الرابع: ألا يتعارض مع أصول الشرع. الخامس: ألا يؤدي إلى نصرة أهل البدع والأهواء المذمومة كما قرر شيخ الإسلام بن تيميه ـ رحمه الله ـ ولذلك ختم شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ هذه المقدمة بقوله: "قال ابن جرير بسنده إلى ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه:
¥