من يعيد لي الفصول الخمسة؟ الفصل الأول - يجب أن يُعلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيّن لأصحابه معاني القرآن كما بيّن لهم ألفاظه.
الفصل الثاني - أنواع اختلاف التنوع.
الفصل الثالث - الخلاف الذي مستنده النقل .. الفصل الرابع - الخلاف الذي مستنده الاستدلال ..
الفصل الخامس- طرق التفسير ..
ثم ختم شيخ الإسلام بخاتمة وهو حكم تفسير القرآن بالرأي ..
يقول شيخ الإسلام رحمه الله - هذه خاتمة المقدمة -:
" فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام" .. ومراد شيخ الإسلام: مجرد الرأي .. ترى كلمة مجرد الرأي .. شيخ الإسلام لم يقل فأما تفسير القرآن بالرأي فحرام لماذا؟ قال بمجرد الرأي, أي الذي لا يستند إلى نصوص الشريعة فهو من قبيل التفسير بالرأي المذموم .. ولذلك التفسير بالرأي ينقسم إلى قسمين: رأي محمود، ورأي مذموم , فعبارة شيخ الإسلام دقيقة يقول فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام ..
ثم بدأ شيخ الإسلام يسوق لك الأدلة على هذا الحكم أنا سأترك الأسانيد وأذكر لكم إما الأحاديث أو الآثار:
قال صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)،. (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) قال الترمذي هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل ابن أحد الرواة ابن أبي حزم .. وهكذا يقول شيخ الإسلام:"هذه الأحاديث التي تدل على حرمة التفسير بالرأي .. وهكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم شددوا في أن يُفسر القرآن بغير علم " ..
" وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهم من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم" ,وشيخ الإسلام يشير إلى التفسير بالرأي المحمود " وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم" .. قال شيخ الإسلام:
"ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان إلى أن قال:"قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم"وهذا الأثر منقطع وضعف إسناده ابن كثير لانقطاعه, فإن أبا معمر لم يلتقِ بأبي بكر الصديق رضي الله عنه .. وكذلك الأثر الثاني أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله {وفاكهة وأبّا} فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني ... " وحكم عليه شيخ الإسلام لانقطاعه .. وقال أبو عبيد عن أنس: " أن عمر ابن الخطاب قرأ على المنبر {وفاكهة وأبا} فقال فهذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب، ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر, وهذا صحيح الإسناد كما قال ابن كثير" .. وفي الحديث الآخر قال:"كنا عند عمر بن الخطاب وفي ظهر قميصه أربع رقاع – وفي قوله أربع رقاع فائدة حديثية هو أن الراوي ضبط حتى إنه عرف قميص عمر، والثاني فائدة سلوكية هو أن عمر رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين في قميصه أربع رقاع – فقرأ {وفاكهة وأبا} فقال ما الأب؟ ثم قال إن هذا لهو التكلف فما عليك ألا تدريه .. " , هل عمر رضي الله عنه لا يعرف أن الأب هو طعام البهائم وأن الفاكهة هي طعام الإنسان؟؟ لا،،يعرف .. لكنه أراد أن يعرف حقيقة استكشاف ماهية الأب وإلا عمر عربي ..
ولذلك قال شيخ الإسلام معلقًا "وهذا كله محمول على إن عمر إنما أراد استكشاف ماهية الأب وإلا فكونه نبتًا من الأرض ظاهر لا يُجهل " .. بدأ شيخ الإسلام الآن يا إخواني وأنا سأذكرها كلها يذكر لكم تعظيم القول في التفسير .. يقول ابن أبي مُليكه:" إن ابن عباس سئل عن آية لو سئل بعضكم عنها لقال فيها فأبى أن يقول فيها، وهو ابن عباس وهو ابن عباس أبى أن يقول فيها " .. وسأل رجل ابن عباس عن {يوم كان مقداره ألف سنة} فقال ابن عباس {فما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} – ورد في القرآن ألف سنة وخمسين ألف سنة – فقال الرجل: إنما سألتك لتحدثني (هذا الرجل سأل ابن عباس عن اليوم الذي مقداره ألف سنة فقال ابن عباس طيب، أنا أسألك ما اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة كله ورد في القرآن) فقال: هما يومان ذكرهما الله في كتابه والله أعلم بهما .. " فَكَرِه أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم .. وتعرفون من الأدلة (اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة) هذا يوم القيامة يدل عليه حديث مانع الزكاة في صحيح مسلم، أما اليوم الذي مقداره ألف سنة – فهو
¥