الطريق الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
الطريق الثاني: تفسير القرآن بالسنة.
الطريق الثالث: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
الطريق الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين.
تفسير القرآن بأقوال التابعين: يقول مجاهد رحمه الله: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته - يمسكه واحدة واحدة – أوقفه عند كل آية منه أسأله عنها كيف يأتوننّا الباطنية والفلاسفة ويقولون أن الصحابة ما عرفوا معاني القرآن وما بيّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـلهم؟؟ لا يوجد معنى في القرآن لا يعرفوه. وهذا يبيّن لك كثير من أخطاء من يتكلم في الإعجاز العلمي أو في الإعجاز العددي وهو أطم! الذين يأتون بأشياء غريبة!!
حكم تفسير التابعين و ما أهمية تفسير التابعين:
- أنهم تلقوا عن الصحابة.
- خلوّهم من البدع والأهواء.
- قلة الاختلاف فيما بينهم بالنسبة لمن جاء بعدهم.
وحكم تفسيرهم اختلف فيه العلماء على قولين:-
القول الأول: أن تفسيرهم ليس بحجة وهو رواية عن الإمام احمد و مفترض بن عقيل ومحكي عن شعبة.
القول الثاني:أنه يرجع إلى أقوال التابعين وهو رواية عن الإمام أحمد.
والأقرب أن نفصّل في تفسير التابعين فنقول:
1ـ ما يرفعه التابعي من أسباب النزول والمغيبات فهذا حكمه ماذا؟ المرفوع؟ لا، نقول هذا حكمه حكم المرسل وهو ضعيف لماذا؟
الصحابي هو الذي يستطيع أن يقول احتمال , أنه سمعه من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هل يمكن أن يرد هذا الاحتمال عن التابعي؟ لا يمكن،ولذلك نقول ما يرفعه التابعي من أسباب النزول والمغيبات فهذا مردود ومن قبيل المراسيل لكن المراسيل إذا احتفّت بها قرائن وأشياء كثيرة وجاءت من جهات متعددة كما قررها شيخ الإسلام في الفصل الثالث نقبله أم لا نقبله؟ نقبله لكن نحن نقول هذا الأصل أن المرسل مردود.
2ـ ما رجعوا فيه إلى أهل الكتاب هذا حكمه حكم الإسرائيليات.
3ـ ما أجمعوا عليه حجة وهو رأي بن تيميه كما سيأتي.
4ـ أن يختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على قول بعض ويُرجّح أقوالهم بأحد قواعد الترجيح.
قال: (وبهإلى الترمذي) وبه هذه عبارة يستعملها المحدثين أنه إذا ساق إسنادًا فيقول بهذا الإسناد إلى الترمذي والواقع أنه ساق الإسناد محمد ابن إسحاق (وبه إلى الترمذي قال حدثنا حسين بن المهدي ( .... إلى آخره) قال قتادة ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئًا وقال مجاهد لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت) وهذا يقول أن القراءات يفسر بعضها بعضًاوعن ابن أبي مليكه قال:"رأيت مجاهدًا سأل عن تفسير القرآن ومعه ألواحه قال ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله (ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به)
ثم ذكر طبقة التابعين (كسعيد بن جبير وعكرمة وعطاء والحسن ومسروق وسعيد وأبي العالية والربيع وقتادة والضحاك وغيرهم) هؤلاء كلهم من طبقة التابعين.
يقول):تذكر أقوالهم في الآية فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافًا فيحكيها أقوالا ,وليس كذلك) يقول يقع في عبارات التابعين تباين واختلاف يظنها من لا يعرف التفسير اختلاف , فيحكيها أقوالاً يقول في المسألة أقوال, والحقيقة أنها ليست أقوال وإنما هي من باب اختلاف التنوع كما قررنا.
قال شيخ الإسلام:
(فإن منهم من يعبّر عن الشيء بلازمِهِ – هذا السلف الأول إذاً من منهج السلف في التفسير، التفسير باللازم- أو بنظيرِه أي بنظير الشيء أو كما قرر قبل قليل بما يقاربه، ومنهم من ينص على الشيء بعينه الذي هو النوع الأول من اختلاف التنوع – والكل بمعنى واحد في كثير من الأماكن فليتفطن اللبيب لذلك والله الهادي) يقول انتبهوا لا تظنوا إن هذه كلها خلافات.
قال شعبة (أقوال التابعين ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير, يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم ,وهذا صحيح يقول شيخ الإسلام أما إذا اجتمعوا على الشيء فلا يُرتاب في كونه حجة فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض) كما قررنا قبل قليل بهذا الفصل يكون شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ قد أنهى الفصول الخمسة ونحن قلنا أن المقدمة تشتمل على ماذا؟ تشتمل على: فاتحة – وخمسة فصول – وخاتمة.
فالآن أنهينا الفاتحة والفصول الخمسة.
¥