وقد جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن بيان بعدد تلك الأبواب , ففي الصحيحين من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {في الجنة ثمانية أبواب , باب منها يُسمّى الريّان لا يدخله إلا الصائمون} , وثبت في صحيح مسلم عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلّغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا ًعبده ورسوله إلا فُتّحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء} زاد الترمذي بعد التشهد {اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين} وسنده جيد ..
وجاء أيضا ًعن رتبة ابن عبد السلمي رضي الله عنه أنه قال: {سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم متوفى له ثلاث من الولد لم يبلغوا الحلم (لم يدركوا ولم يبلغوا التكليف) إلا تلقّوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل} رواه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما وحسنه العلامة الألباني رحمه الله ..
وجاء في الصحيحين أيضا ًما يبيّن عدد أبواب الجنة , والأعمال التي يُدخل بها , ففي الحديثين المتقدمين إشارة إلى أن هذا الذكر بعد الوضوء [أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا ًعبده ورسوله , اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين] أنه سبب لتفتيح أبواب الجنة ودخولها بإذن الله , وكذلك أيضا ًمن صبر على وفاة أولاده وذهابهم وقد ماتوا وهم صغارا ً, أن الله تعالى يجعلهم يتلقونه عند أبواب الجنة ..
أيضا ًجاء في الحديث الآتي ما يبين شيء من الأعمال , ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيل الله , دُعِيَ من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير , فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد , ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة , ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريّان .. فقال أبوبكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله , ما أنا من دعي من تلك الأبواب من ضرورة , فهل يُدعا أحد من تلك الأبواب كلها؟؟ فقال: نعم , وأرجو أن تكون منهم} ....
*الدرس في المرفقات
* للاستماع لتلك الحلقة المباركة:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=79784
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[21 Oct 2010, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة إلى بلاد الأشواق " 5 "
فضيلة الشيخ: د. خالد بن عبد الرحمن الشايع
الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ...
نواصل أيها الإخوة سياق رحلتنا إلى بلاد الأشواق .. نطوف في أرجاءها من خلال ما جاء من دلالات في كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ..
في هذه الحلقة سيكون الحديث عن " سعة أبواب الجنّة " , غير أنه قبل البدء فيها وددت التوقف عند حديث مرّ معنا في حلقة ماضية و فيه عدد من الفوائد , وله صلة بأبواب الجنة ..
فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجين من شيء ٍمن الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير , فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد , ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة , ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريّان. فقال أبوبكر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. ما أنا من دعي من تلك الأبواب من ضرورة , فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟؟ فقال: نعم , وأرجو أن تكون منهم}.
هذا الحديث العظيم فيه عدد من الدلالات والفوائد التي يحسن التوقف عندها بعون الله تعالى , فمن ذلك أن هذا الحديث قد وضّح أن كل عامل يدعى من باب ذلك العمل , وقد جاء هذا صريحا ًمن وجه آخر كما يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله , عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لكل عامل باب من أبواب الجنة يدعى منه بذلك العمل} رواه أحمد وابن أبي شيبة بإسناد صحيح.
¥