ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[01 Oct 2010, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة إلى بلاد الأشواق "2"
فضيلة الشيخ/د. خالد بن عبد الرحمن الشايع
الحمد الله رب العالمين .. صلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ....
لازلت أوطئ بعون الله تعالى للحديث عن الجنة ونعيمها , بذكر شيء مما يتعلق بها من المسائل الكلية , وكنت قد بحثت من قبل بمسألة وهي أن الجنة مخلوقة وموجودة الأن , وفي هذه الحلقة أذكر مسألة ثانية وهي مكان الجنة .. وأين هي .. إضافة إلى بيان سعة الجنة وعظمها ..
في هذه المسألة "مكان الجنة وأين هي " توقف عن الجذب فيها عدد من أهل العلم لعدم صراحة الأدلة لديهم في تجليتها , وقد بحث العلامة ابن القيم رحمه الله ونص على أن الجنة في غاية العلو والارتفاع , ومن كلامه في ذلك: {قال الله تعالى ((ولقد رآه نزلة ًأخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى)) وقد ثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء , وسميت بذلك لأنها ينتهي إليها ما ينزل من عند الله جلّ وعلا فيُقبض منها , وما يصعد إليه فيُقبض منها , قال الله تعالى ((وفي السماء رزقكم وما توعدون)) وقد فسّر بعض أهل العلم قوله تعالى (وفي السماء رزقكم) بأنه المطر , وقوله (وما توعدون) بأنه الجنة. وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إنّ في الجنة مئة درجة .. ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض .. أعدّها الله للمجاهدين في سبيله] قال: وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع ..
ثم قال العلامة ابن القيم: {والجنة مقببة .. أعلاها أوسعها .. ووسطها هو الفردوس وسقف العرش , كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: إذا سألتم الله فسألوه الفردوس , فإنه وسط الجنة وأهل الجنة وفوقه عرش الرحمن , ومنه تُفجّر أنهار الجنة} .. رواه البخاري والله أعلم.
والمسألة الثانية هي أن الجنة في سعتها وعظمها فوق ما يتصوّره المرء أو يخطر في خياله , ومن الأدلة على ذلك قول الحق تبارك وتعالى ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين)) ..
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: {قد قيل أن معنى قوله تعالى (عرضها السماوات والأرض) تنبيه عن اتساع طولها , كما قال في صفة فرش الجنة (بطائنها من إستبرق) أي فما ظنّك في الظهائر, وقيل بل عرضها كطولها لأنها قبة تحت العرش , والشيء المقبب والمستدير عرضه كطوله ..
وقد دلّ على ذلك ما ثبت في الصحيح: {إذا سألتم الله الجنة فسألوه الفردوس , فإنه أعلى الجنة , وأوسط الجنة , ومنه تُفجّر أنهار الجنة , وسقفها عرش الرحمن} وهذه الآية كقوله تعالى في سورة الحديد ((وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض)).
وثبت في المسند أن هرقل كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم {إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله!! فأين الليل إذا جاء النهار؟!!} قال ابن كثير إسناده لا بأس به .. ثم قال: وهذا يحتمل معنيين , أحدهما أن يكون المعنى في ذلك أنه لا يلزم من عدم مشاهدة مالليل إذا جاء النهار أن لا يكون في مكان وإن كنا لا نعلمه , وكذلك النار تكون حيث يشاء الله عز وجل ..
الثانية: أن يكون المعنى أن النهار إذا تغشّى وجه العالم من هذا الجانب , فإن الليل يكون من الجانب الآخر , فكذلك الجنة في أعلى عليين , فوق السماوات تحت العرش , وعرضها كما قال الله عز وجل كعرض السماء والأرض ..
والنار في أسفل سافلين .. فلا تنافي بين كونها كعرض السماء والأرض وبين وجود النار .. انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن كثير , وقد رجح رحمه الله المعنى الأول.
*تكملة تفريغ الحلقة في المرفقات
* للاستماع للحلقة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=79606
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[07 Oct 2010, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة إلى بلاد الأشواق "3"
فضيلة الشيخ:د. خالد بن عبد الرحمن الشايع
الحمد الله رب العالمين .. الرحمن الرحيم .. مالك يوم الدين .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ...
¥