وهذا الكتاب في الأصل مذكرات أملاها أساتيذ التفسير في الجامع الأزهر على طلاب كلية الشريعة، ثم قام بعض هؤلاء العلماء بجمعها وتنسيقها، وقد رأيت بعض طبعاته خالية من اسم المؤلف، وبعضها كتب عليها أسماء ثلاثة من علماء الأزهر وهم الشيخ السايس والشيخ عبداللطيف السبكي والشيخ محمد إبراهيم كرسون. ويبدو أنها كذلك لهم جميعاً وإن كان النصيب الأكبر للسايس رحمه الله.

تعريف بالشيخ السايس رحمه الله:

هو محمد بن علي السايس، ولد في مدينة مطوبس التابعة لمحافظة كفر الشيخ إحدى محافظات الوجه البحري لمصر عام 1319هـ. وتوفي عن عمر يناهز السابعة والسبعين عاماً عام 1396هـ.

تخصص في القضاء الشرعي، وشغل عدة مناصب علمية في الأزهر، ونال عضوية علماءه، وكان عميداً لكلية أصول الدين بالأزهر عام 1957م. ثم عميداً لكلية الشريعة بعد ذلك، حتى أحيل للتقاعد عام 1959م. قبل بلوغه السن القانونية لمعارضته لتغيير نظام التعليم في الأزهر رحمه الله.

من أهم مؤلفاته: تاريخ التشريع الإسلامي، وبقية مؤلفاته مناهج خاصة بطلاب كلية الشريعة. وله بحث (تحديد أوائل الشهور العربية).

أشرف وناقش عدداً كبيراً من الرسائل العلمية ومن أصحاب تلك الرسائل الشيخ محمد حسين الذهبي صاحب كتاب التفسير والمفسرون، والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم.

وقد توفي رحمه الله عقب مناقشته لإحدى رسائل الدكتوراه بثلاث ساعات غفر الله له.

منهج الكتاب:

يقوم بشرح المفردات الغريبة، ثم يبين سبب النزول إن وجد باختصار. ثم يبين بعد ذلك ما يستفاد من الآية أو الآيات من الأحكام الفقهية أو غير الفقهية على هيئة نقاط مختصرة. وهو كتاب ماتع نفيس، أسلوبه سهل ميسر.

وأما مذهب المؤلفين فيه، فلم يلتزموا مذهباً معيناً، بل ذكروا أقوال العلماء كلها، ورجحوا أحياناً، وأحياناً لم يرجحوا قولاً بعينه بل اكتفوا بعرض الأقوال. فهو أشبه ما يكون بكتاب فقهي مقارن للأقوال. وهذا ملاحظ في كتب أحكام القرآن عند المعاصرين أنها تخلو من صفة التمذهب بمذهب معين، بخلاف كتب أحكام القرآن المتقدمة كأحكام القرآن لابن العربي والجصاص وغيرهما رحمهم الله جميعاً.

فقد تميز المصنفون في أحكام القرآن من المتقدمين بالاستيعاب والتمذهب بمذهب معين. فالجصاص حنفي، وابن العربي مالكي، والبيهقي والكيا الهراسي على المذهب الشافعي وغير ذلك.

بينما تميز المتأخرون أو المعاصرون بعدم التمذهب بمذهب معين، ولكنهم لم يستوعبوا الآيات الخاصة بالأحكام كاملة وذلك لارتباطهم بالمناهج الدراسية في الكليات، فياحبذا لو جمع أحد المعاصرين بين الاستيعاب والإشارة إلى الحكم من التشريع، والرد على المطاعن والشبهات ونحو ذلك حتى يجمع بين حسنات المتقدمين والمتأخرين.

طبعات الكتاب:

طبع الكتاب ثلاث طبعات بمصر:

الأولى: في مطبعة الشرق الإسلامي سنة 1939م وهي غفل، ليس عليها اسم الجامع أو المنسق أو المصحح، وهي مع ذلك أوسع هذه الطبعات وأصحها.

الثانية: في مطبعة حجازي سنة 1948م وقد ذكر في مقدمتها أنه أشرف على جمعها وتنسيقها الشيخ عبداللطيف السبكي (من هيئة كبار العلماء) والشيخ محمد إبراهيم كرسون وكيل الشريعة.

الثالثة: في مطبعة صبيح سنة 1953م وهي أشهر طبعات التاب وأردؤها وقد أثبت على ظهرها أنه جمعها ونسقها وصححها الشيخ محمد علي السايس رحمه الله تعالى.

الرابعة: نشرته دار ابن كثير بدمشق بالتعاون مع دار القادري، وصححه حسين السماحي سويدان، ولعل هذه هي أكمل طبعات هذا الكتاب وتقع في مجلدين.

وهناك فروق بين الطبعات، فبعضها تحتوي على تفسير آيات الأحكام في سورتي العنكبوت والروم، وبعضها لا.

مآخذ على الكتاب:

- أنه لم يستوعب آيات الأحكام في القرآن الكريم كاملاً.

- أنه مؤلف لطلاب كلية الشريعة في الأزهر، فهو مقيد بالمنهج الدراسي المقرر عليهم، فكان به من الاختصار المخل، ولأدلة الأقوال ما ألجأ إليه ضيق الوقت، والالتزام بالمنهج المقرر.

- الاضطراب في بعض العبارات والتعبيرات بسبب تعدد المؤلفين لهذا الكتاب.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 صلى الله عليه وسلمpr 2003, 12:53 م]ـ

روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن للصابوني

المؤلف هو الأستاذ محمد بن علي بن جميل الصابوني، المولود في مدينة حلب بسوريا عام 1928م.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015