إليه يقول: "المدة التي كان يمكثها محمد مع بلعام أو يسار أو جبر -حتى ولو كان هؤلاء يجيدون الحديث باللغة العربية - لا تتيح لهم أن يمدوه بهذا الفيض الزاخر من المعارف، ولم تقل لنا إحدى الروايات أو كلتاهما أن محمدا كان دائم اللباث عندهم، أو كان كثير اللزام لهم أو كان طويل المكث لديهم، يقضي معهم الليالي الطوال، أو يعقد معهم الجلسات المادّة" (ص17) والسؤال الآن: هل قالت الروايات أن الرسول كان يقضي مع خديجة وورقة الجلسات الطوال، كل يوم، عاما بعد عام إلى 15 عاما ليمدوه بهذا "الفيض الزاخر من المعارف"؟ وقد قال خليل عبد الكريم نفسه كما تقدم أنه لا حوادث ولا وقائع ولا نوازل على جلسات التهيئة المزعومة، الجلسات الطوال! والتي عند خليل تمثل "الجزء العضوي" من أسطورته الفاشلة، لقد قال خليل عن اتهام قريش للرسول بأن حدّادا مدّه بالعلوم القرآنية، قال "سبق صناديد مكة أولئك المستشرقين الذين ذكرناهم بفكرة لا تقل ركا، وتنافسها في السخف، وتباريها في الضعف، وهي أن محمدا تعلم القرآن من .. "حداد" لمكة" (16) فهل يمكن أن نقول في فريته نفس الكلمات (سخف-ضعف-ركا-تمحل-تكلف-اصطناع) (انظر ص16) خصوصا أنه نفى تهمة تعليم الغلام-الحدّاد للرسول لا لوجه الله - كما قلنا إنه أثبت أمية الرسول أيضا لا لوجه الله -ولكن ليجعل بدلا عنها فرية:"تعليم خديجة وقساوسة لمحمد" في مؤامرة مسيحية خضع لها تماما ونتجت عنها دعوته!!! ..
إن الزعم بوجود الدليل ثم قول نقيضه، والاعتراف بخلو الحوادث منه في نفس الوقت الذي يتم فيه رسم سيناريو آخر نقيض، وهو سيناريو حلم الإمبراطورية القرشية، ليدل على أن الأمر لم يكن غرضه طلب الحق وإنما المخادعة والتلاعب بالنصوص؛ من أجل إلحاق مساس ما بالإسلام. وهو دليل إضافي على المرض والحقد والغل التي أشارت إليه كارين آرمسترونج وقد انتقل من بيزنطة القديمة والحديثة إلى العلمانيين العرب. كما أن الزعم بالرأي الجديد "رؤية جديدة نزعم أنها غير مسبوقة"! (ص18) مفضوح؛ لأنه أخذ معظم افتراءاته من سيناريو لطيب تيزيني عن تعليم خديجة للنبي وتهيئته بمتابعة أوامر تنظيم - الذي أخذ بدوره كثيرا من نتف أسطورته الطائشة عن مستشرقين- لكن تيزيني جعله تنظيما دوليا غربيا! أما خليل فقد أغلق دائرة التنظيم داخل حدود الجزيرة! فيما انفتح جعيط على الشام!. إن كلا من هؤلاء يختار فرية ثم يفكر ويقدر ويقلب فيها .. ثم يبني عليها سيناريو أسطوريا كاذبا. وهو ما يسمونه "التنوير" ظلما وبهتانا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 عز وجلec 2010, 05:57 م]ـ
أخي الاستاذ طارق
السلام عليكم ورحمة الله
منذ شهور لم أكتب في السبيل بل ربما هجرت الكتابة بها وهجرت زاويتي المعتادة (وخزات)
ولكني أحييك على كتاباتك الناضجة في السبيل وأدعمك وأشجعك على الاستمرار.
بالنسبة لمقالة انهيار شرفات الاستشراق. مقالة ممتازة ولا يحق لمثلي أن ينتقد جملة فيما ورد فيها. إلا أن العنوان قد استوقفني فيها. فلا أدري ما الحكمة أنك اخترت كلمة شرفات جمع شرفة والشرفة هي أعلى الشيء. ومنها الشرف والشريف. فانهيار الشرفة دوماً لا يعني انهيار كل شيء فإنه بالإمكان إصلاحها والعودة الى ما كانت عليه أو أقوى من ذلك وأصلب. والاسشراق لا ينبغي أن يرجع كما كان أو اشد عوداً بل إن تمنياتنا أن لا يعود سمه الينا مرة أخرى بإذن الله. ولهذا الاعتبار كان من الأولى حسب تقديري المتواضع أن تختار تعبيراً غير الشرفات لاستخدامه. كأن تقول أساسات أو قواعد. بارك الله بك أستاذنا وجزاك الله تعالى كل الخير على همتك وبارك بقلمك وعلمك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[طارق منينة]ــــــــ[13 عز وجلec 2010, 10:06 م]ـ
وعليكم السلام اخي تيسير الغول اهلا ومرحبا
نعم تابعتك اخي خصوصا مقالك عن الراهب بحيرا فجزاكم الله خيرا
اما كلامك: ليس لمثلي .. فأستغفر الله اخي فنحن اقل شأنا مما تظن ونسأل الله الستر والمغفرة ربنا يزيدك من فضله وعلمه ومن تواضع تنال به ذكرا حسنا في الدنيا والآخرة
اما العنوان
فأول شيء ورد في ذهني عند التفكر في السلسلة هو مولد النبي وماحدث عنده في الشام حيث مملكة هرقل .. ثم الاستشراق فيما بعد!
صحيح ان الشيخ العلامة الالباني قال في صحيح السيرة النبوية
ذكر ارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات
¥